في أعماق السماء المهيبة، تتلألأ نجمة بريقها بشكل لافت، تملك اسمًا يثير الفضول والتساؤلات: كيبلر-412. تعد هذه النجمة المتلألئة موطنًا لكوكب ضخم يُعرف باسم “كيبلر-412 بي”، حيث يتربع على بعد يبلغ 3543.0 سنة ضوئية من الأرض. تندرج هذه الكوكب العملاق ضمن فئة الكواكب الغازية، وهي تلك العوالم السماوية الضخمة المكونة أساساً من غازات خفيفة.
تتميز كيبلر-412 بي بمقدار سطوع نجمها الأم، حيث يبلغ معدل السطوع الظاهري للنجم 14.399، مما يجعلها ضياءًا خافتًا في سماء الليل. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام المستكشفين الفضائيين وعلماء الفلك.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يتمتع كيبلر-412 بي بكتلة تعادل 0.941 مضاعفات كتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يعتبر معيارًا للكتلة الكوكبية في النظام الشمسي. كما يظهر الكوكب بأبعاد هائلة، حيث يكون نصف قطره 1.341 مضاعفات قطر المشتري.
تدور هذه العملاقة الغازية حول نجمها الأم في مدار غاية في الإثارة، حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.02897 وحدة فلكية. وتستغرق فترة دورانها حول النجم نحو 0.0046543465 سنة، مما يضفي على هذا العالم السماوي إحساسًا بالحركة والحياة.
ما يثير الدهشة هو أن مدار كيبلر-412 بي يظهر بخصائص متميزة، إذ يتسم بانخراط أدق في رصد الكواكب البعيدة. تم اكتشاف هذا العملاق الغازي عبر طريقة العبور الكوني، حيث يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يتيح للمراصد الفلكية تسجيل تقلبات في سطوع النجم، مما يشير إلى وجود كوكب يعبر أمامه.
تُعد هذه الطريقة الدقيقة لاكتشاف الكواكب البعيدة تقنية فريدة ومثيرة، وتضيف الكثير إلى فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي. بفضل تلك اللحظات العابرة التي تكشف عن أسرار الفضاء، يتساءل علماء الفلك والباحثون عن المزيد حول كوكب كيبلر-412 بي، وهل يمكن أن يكون لها أقمار أو خصائص سطحية فريدة تكون محط إعجاب للعقول البشرية.