في إحدى المناطق النائية والبعيدة في السماء، يتلألأ كوكب غامض يُعرف بـ “كيبلر-264 c”. إنه عالم آخر يندرج ضمن تلك الكواكب البعيدة التي تُلقي بظلالها على خفايا الفضاء وتقود العلماء إلى اكتشافات مثيرة ومعلومات غنية. يقع هذا الكوكب البعيد على بُعد مذهل يبلغ حوالي 3073 وحدة فلكية من الأرض، ما يجعله جزءًا من تلك الأنظمة الفلكية البعيدة التي تظهر لنا كنقاط لامعة في سماء الليل.
تبرز معلومات كيبلر-264 c بشكل لافت، حيث يُقدر لمعته النجمية بحوالي 13.15 درجة، مما يعكس درجة لمعانه في السماء. يتباهى هذا الكوكب بتصنيف يشبه كواكب المشتري، إذ يُصنف ككوكب من النوع “نبتوني المشابه”، حيث تتشابه صفاته بشكل لافت مع العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي.
كانت لحظة اكتشاف كيبلر-264 c ملحمية في عام 2014، عندما ألقت التكنولوجيا الحديثة نظرة فاحصة على سماء الليل، مكشفة عن هذا العالم البعيد الذي يدور حول نجمه بفترة دوران تبلغ حوالي 0.3835729 يوم، ما يعني أن لديه سنة قصيرة ولكن مثيرة.
يمتلك كيبلر-264 c خصائص ملفتة للنظر من حيث الكتلة والحجم، حيث يصل معامل كتلته إلى 8.4 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة. وإذا نظرنا إلى قطره، سنجده يُسجل 0.252 قطرًا مقارنة بكوكب المشتري، الأمر الذي يبرز الاختلافات البارزة في تركيبة هذا العالم.
لا يقتصر سحر كيبلر-264 c على ذلك فحسب، بل يتألق أيضًا بمداره المحير، إذ يدور حول نجمه الأم على بُعد 0.566 وحدة فلكية. تلك الرحلة المدارية تُشكل تحديًا مثيرًا لفهم كيفية تكوين هذا الكوكب وتطوره على مر العصور.
لا يكتفي كيبلر-264 c بكونه كوكبًا ضخمًا وبعيدًا، بل يظهر لنا أيضًا بتفاصيل فنية رائعة على سطحه، فهو يُشكل تحديًا مثيرًا للعلماء والفضوليين لفهم طبيعته وتكوينه، وربما يكون جزءًا من لغز أوسع حول أصل الكواكب وتنوعها في هذا الكون الغامض.