في رحلتنا العجيبة إلى أبعد نقاط الكون، نعبر سويًا سحب الفضاء ونغوص في أعماق الكواكب والأجرام السماوية، لنكتشف ما تخفيه الكون من أسرار وعجائب. وفي إحدى هذه المحطات المثيرة، نثري رصيدنا بمعلومات مذهلة حول إحدى الكواكب البعيدة والغامضة، وهي العالم السماوي المعروف بـ “كيبلر-172 ب”.
تتواجد كيبلر-172 ب في زاوية محددة بعمق السماء، حيث يبلغ المسافة بيننا وبين هذا العالم السماوي البعيد حوالي 2703 وحدة فلكية. يتألق هذا الكوكب في سماء الليل بسطوع يصل إلى 14.703 درجة مغناطيسية، مما يجعله يشكل نقطة ساطعة في لوحة الكواكب اللامعة.
تظهر خصائص كيبلر-172 ب بشكل لافت، فهو ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، حيث يُعتبر من العوالم النيبتونية. تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2014، وكان اكتشافاً استناداً إلى طريقة العبور أثناء المرور (Transit)، والتي تعتمد على مراقبة تغييرات في سطوع النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه.
عند النظر إلى الخصائص الفيزيائية لكيبلر-172 ب، نجد أن كتلته تضاعف بمقدار 6.12 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا مثيرًا للاهتمام. بالنسبة إلى قطره، يكون أصغر بمقدار 0.21 من قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا صغيرًا بالمقارنة مع العمالقة في عالمنا الشمسي.
تتميز مدارات كيبلر-172 ب بمسارها الدائري الذي يبلغ نصف قطره حوالي 0.04 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانها حول النجم الأم وقد اكتشفنا أنها تستغرق حوالي 0.007939767 سنة، مما يجعلها تنجز دورة كاملة حول نجمها بسرعة لافتة.
تعكس قيمة الانحراف في مدار كيبلر-172 ب، حيث يبلغ الاستدارة حوالي 0.0، على عدم وجود تشوه كبير في مسارها المداري، ما يشير إلى استقرار وتناغم في رحلتها السماوية.
في النهاية، تقدم كيبلر-172 ب لنا نافذة نحو عالم الكواكب البعيدة، حيث تعزز دراستها فهمنا لتنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي. إن اكتشافاتنا ورصدنا لمثل هذه الكواكب تفتح أفقًا جديدًا في مجال علم الفلك، مما يسهم في توسيع آفاق علمنا حول الكون وتأثيرها على مفهومنا للحياة في الفضاء اللامحدود.