في نطاق غني بالغموض والإثارة في عالم الفضاء، نجد أنظار المستكشفين الفضائيين تتجه نحو أبعد نقطة في السماء، ومن بين هذه الأجسام السماوية المثيرة تبرز كوكبٌ جديد يدعى “كيبلر-1460 بي”، يقع على بُعدٍ يصل إلى 1805.0 سنة ضوئية من الأرض.
يتألق هذا الكوكب في سماء الكون بسطوع فائق يبلغ 16.166 درجة نجومية، ورغم بعده البعيد، يظهر كنجم ضعيف في سماء الليل. يعد “كيبلر-1460 بي” من فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض العظيمة”، حيث يتسم بمضاعف كتلة يبلغ 4.5 مرة من كتلة الأرض نفسها.
تأتي اكتشافات هذا العالم الجديد في إطار التقدم الحديث في علم الفلك، إذ تم اكتشاف “كيبلر-1460 بي” خلال عام 2016، وهو إضافة قيمة إلى خريطة الكواكب الخارجية في المجرة. تظهر دراستنا لهذا الكوكب الجديد أن لديه كتلة متعددة تعادل 4.5 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزناً فلكياً هائلاً يضفي عليه سمة فريدة ومثيرة.
أما فيما يتعلق بالأبعاد، يتجلى “كيبلر-1460 بي” بقطر يبلغ 1.96 مرة قطر الأرض، وهو ما يجعله يندرج تحت تصنيف الكواكب العملاقة. يعزف هذا الكوكب دوراً مميزاً في فرقة الأجرام السماوية بفضل مداره الذي يقع على بُعد 0.1614 وحدة فلكية من نجمه الأم، حيث يتحرك حوله بفترة دورية قدرها 0.08213552 يوم، مما يمنحه رقصة سماوية فريدة من نوعها.
في رحلة استكشاف الكون، لا يقتصر العلماء على البحث فقط عن الكواكب الضخمة، بل يهتمون أيضاً بفهم الحركة الدقيقة لهذه الأجرام السماوية. وهكذا، يظهر “كيبلر-1460 بي” بخصائص تفوق الحدود المألوفة، إذ يتميز بتمركز دورته المدارية بدقة متناهية، حيث يسير في مدار دائري بدرجة صفر من التباين، وهو ما يعكس استقراراً فريداً في حركته حول نجمه.
تعتمد طريقة اكتشاف هذا الكوكب البعيد على ظاهرة العبور الكوكبي، حيث يمر “كيبلر-1460 بي” أمام نجمه الأم، مما يسفر عن تقليل مؤقت في الإشعاع المرئي، ويتيح للعلماء قياس هذا التغيير لاستنتاج وجود الكوكب.
في النهاية، يظهر “كيبلر-1460 بي” كلوحة فنية فلكية تمزج بين الحجم الهائل والدقة الفريدة في حركته المدارية، مما يجعله واحداً من الكواكب الملفتة للاهتمام في سماء الفضاء اللانهائي، ويثير الفضول بشأن أسراره وخصائصه الفريدة التي تحمل في طياتها الكثير من الألغاز والتحديات التي تنتظر الكشف عنها في رحلات المستكشفين الفضائيين المستقبلية.