في سماء الليل اللامعة، يبرز كوكبٌ جديد يطلُّ علينا بجماله الفضائي، وهو كيبلر-963 ب، الكوكب الذي يحمل في طياته أسرار الكون والفضاء. يقع كيبلر-963 ب على بُعد يُقدَّر بحوالى 2517.0 سنة ضوئية من الأرض، في إحدى تلك النوافذ البعيدة التي تفتح لنا الأفق نحو أبعد نقاط الفلك.
يتميز هذا الكوكب الساحر بتألقه الفائق، إذ يصل سطوعه النجمي إلى 15.091 مقدار حسب المقاييس الفلكية، ما يجعله جوهرة فلكية تلتقط أنظار المحترفين والهواة على حد سواء. يمتلك كيبلر-963 ب خصائص تجعله يندرج تحت صنف الكواكب الشبيهة بنبتون، حيث يكون لديه شبه كوكب زحل الجمالي في جعبته.
كانت لحظة اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016 لحظة استثنائية في سجل الاستكشاف الفلكي، حيث تم تسجيله لأول مرة عبر طريقة العبور أمام نجمه الأم، وهو الأسلوب الذي أتاح للعلماء فتح نافذة إلى عوالم جديدة وغامضة في سماء الكون.
تتسم السمات الفيزيائية لكيبلر-963 ب بالتعقيد والإثارة، إذ يتميز بكتلة ضعفها ونصف قطر يعادل 7.56 و 0.237 من كتلة ونصف قطر الأرض على التوالي. ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد قارنوا كتلة كيبلر-963 ب بتلك الخاصة بكوكبنا الأرض، ليجدوا أنها تضاعف كتلتها بنسبة تبلغ 7.56 مرة، مما يبرز الفرق الكبير في الطبيعة الفيزيائية لهذا الكوكب الجديد.
أما فيما يتعلق بشعاعه، فيظهر كيبلر-963 ب بأنه قزحي الحجم، إذ يكون نصف قطره نسبةً صغيرة جداً إذا ما قورن بنصف قطر كوكب المشتري، حيث يبلغ 0.237 نسبةً لحجم المشتري. وهذا يشير إلى أن كيبلر-963 ب يتمتع بخصائص استثنائية تميزه عن باقي الكواكب في النظام الشمسي.
تأخذنا رحلتنا الفلكية إلى المزيد من الحقائق المذهلة حين نلقي نظرة على مدار كيبلر-963 ب حول نجمه الأم. يتباهى هذا الكوكب بمدار يبلغ نصف قطره 0.0849، وفترة دوران تقدر بحوالى 0.027378507 سنة، ما يجعله ينطلق في سماءه بسرعة وإثارة، كما لو كان يرقص على أنغام موسيقى الكون.
فيما يتعلق بشكل المدار، يظهر كيبلر-963 ب بأنه يتسم بالاستقرار، حيث يكون مداره دائرياً تمامًا دون وجود أي انحراف يُذكر في التمدد. يعتبر هذا الاكتشاف نقطة بارزة في دراسة الكواكب البعيدة، حيث يسهم في فهم أعماق الفضاء وتكوين الأجرام السماوية.
تعتمد طريقة الكشف عن كيبلر-963 ب على ظاهرة العبور، حيث يقع الكوكب بين نجمه الأم والمراقب الفلكي على الأرض، مما يؤدي إلى تحجيم ضوء النجم بشكل خفي ومتكرر، ويمكن من خلالها رصد ودراسة تلك البقعة الظليلة المارة. إن هذا الأسلوب المعقد والدقيق في الكشف يفتح أفقًا جديدًا للعلماء لفهم تكوين وخصائص هذا الكوكب بطريقة لم يكونوا يستطيعون تحقيقها سابقًا.
في ختام هذه الرحلة المدهشة في عالم كيبلر-963 ب، نجد أن هذا الكوكب البعيد يعد إضافة مميزة إلى سجلات الكواكب الفضائية، حيث يأتي بطبيعة فريدة وخصائص لافتة تكشف لنا عن تنوع الأجرام السماوية في الكون. يتربع كيبلر-963 ب في سماء الليل كلوحة فنية تستحق الاكتشاف والتأمل، وهو شاهد حي على روعة وتعقيد الكون اللامتناهي.