في سماء اللامكان، تتلألأ نجومٌ بألوانها المتنوعة، وتعزف الكواكب أنغام الكون بإيقاعٍ لا يُضاهى. ومن بين هذه العروش السماوية تبرز كواكب لا تقتصر جمالها على لمعانها الظاهر، بل تتميز بطابعها الفريد والغامض، كما هو الحال مع الكوكب “كيبلر-464 ب”.
في عام 2016، كانت لنا الفرصة لاكتشاف هذا العالم الساحر، الذي يُعرف أيضًا بالاسم “كيبلر-464 ب”. يتربع هذا الكوكب في نظام نجمي بعيد يحمل اسم “كيبلر-464″، حيث يبلغ مستوى السطوع النجمي 12.75 في المقياس الظاهري. تلك النقطة اللامعة في السماء تتألق على بُعد يصل إلى 2178.0 سنة ضوئية منا، تحديدًا في اتجاه كوكبة الذرّة.
لنغوص أكثر في أعماق هذا العالم الغامض. يُصنف “كيبلر-464 ب” ككوكب من نوع “نيبتوني”، وهو يشبه إلى حد كبير كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتمتع هذا العملاق الغازي بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام الباحثين وعشاق علم الفلك على حد سواء.
فيما يتعلق بالمعلومات الفيزيائية، يكمن سر جاذبية “كيبلر-464 ب” في كتلته الضخمة التي تعادل 10.9 مرات كتلة الأرض. إنه كوكب ذا أبعاد هائلة، حيث يصل نصف قطره إلى 0.294 من نصف قطر كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
لا يقتصر التميز على الحجم فقط، بل يمتد إلى مدار “كيبلر-464 ب” الذي يتوسطه بمسافة تبلغ 0.0765 وحدة فلكية. وتمتد أمد هذا الكوكب حول نجمه بفترة دوران تبلغ 0.019986311 يومًا، وهي فترة زمنية تضعه في رقصة دائمة حول نجمه الأم.
رغم أن هذا الكوكب يندرج تحت تصنيف “كواكب المرور”، إلا أن وسيلة اكتشافه تعتمد على رصد الانحناءات الطفيفة في سطوع النجم الأم أثناء عبور الكوكب أمامه. تتيح هذه الظاهرة، المعروفة باسم “المرور”، فرصة استنباط معلومات قيمة عن خصائص الكوكب وتكوينه.
في الختام، يظل “كيبلر-464 ب” رمزًا للغموض والجمال في فضاء الكواكب البعيدة. ومع كل اكتشاف جديد في هذا العالم اللامتناهي، نتعمق أكثر في فهم تلك الكواكب البعيدة ونكشف عن أسرارها، مما يثري معرفتنا بتنوع الأكوان وجمالها الساحر.