في أعماق السماء اللانهائية تتوسع علينا الكون بأسراره الغامضة والكواكب التي تدور في فلكه. إحدى هذه الكواكب الرائعة والتي تثير فضول العلماء هي “كيبلر-437 ب”. تعتبر كيبلر-437 ب إحدى الكواكب البعيدة التي تتواجد في نظام كيبلر، والتي تم اكتشافها في العام 2015.
تتميز كيبلر-437 ب بالعديد من الخصائص البارزة التي تجعلها فريدة في عالم الكواكب الخارجية. يقع هذا الكوكب البعيد على بُعد مذهل يبلغ حوالي 992 وحدة فلكية من الأرض، ما يضفي عليها بعدًا كونيًا يزيد على الخيال.
تتألق كيبلر-437 ب في سماء الليل بتوهجٍ خافت، إذ تصل شدة ضوء النجم المُضيء الذي يحيط به إلى 14.628 درجة حسب مقياس السطوع النجمي. هذا النجم، الذي يحمل في طياته أسرار الكون، يلقي ضوءه على كوكبنا الصغير بأنوار الأمل والاكتشاف.
ما يميز كيبلر-437 ب بشكل لافت هو تصنيفها ككوكب من نوع “نيبتوني المشابه”. تشبه خصائصها الكوكب نبتون، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي، مما يفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لتنوع الكواكب الموجودة في أرجاء الكون.
عندما نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لكيبلر-437 ب، نجد أن كتلتها تضاعف الكتلة الأرضية بمعامل يبلغ 5.22، ما يجسد مدى تأثير الجاذبية القوية في هذا العالم الساحر. وبالنسبة لحجمها، يتضاعف قطرها بمعامل 2.14 مقارنة بقطر الأرض، مما يمنحها طابعًا فريدًا من نوعه.
تدور كيبلر-437 ب حول نجمها الأم بمسافة تبلغ 0.288 وحدة فلكية، وتحتاج إلى 0.18261464 يومًا لاستكمال دورتها الدورية حوله. تظهر قليلًا من الانحراف في مدارها، حيث يبلغ الاستدارة 0.02، ما يعكس تناغمًا فريدًا في حركتها حول نجمها.
كانت طريقة اكتشاف كيبلر-437 ب تتمثل في مراقبة انتقالها أمام نجمها الأم، وهي تقنية استشعار العبور التي تعتمد على تلاشي ضوء النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة والفعالة قادتنا إلى معرفة حقائق كثيرة حول هذا العالم الغامض.
بهذا، يظهر كيبلر-437 ب ككوكب يحمل في طياته الكثير من الأسرار والغموض، مما يشكل تحفة فلكية تثير فضول الباحثين والمهتمين بعلم الفضاء. إنها ليست مجرد كوكب بعيد في الفضاء، بل هي نافذة نحو تفاصيل مدهشة عن التراكيب والديناميات الكونية التي تتسارع في أرجاء الكون اللامتناهي.