في أعماق السماء وبعيدًا عن عيوننا البشرية، تتوسع الكون بجماله الخالد، يتناغم الكواكب والنجوم في رقصة هادئة تروي حكايا الكون اللامتناهي. تعد كوكب “كيبلر-290 ب” واحدة من هذه اللآلئ الساحرة التي تتداخل في عرض السماء، وقد تم اكتشافها في عام 2014 كجزء من مهمة “كيبلر” الفضائية.
تتميز كوكب “كيبلر-290 ب” بمواصفات فريدة تميزها عن غيرها من الكواكب الفضائية. يقع هذا العملاق الغازي على بعد 2266.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله جارًا بعيدًا في سماء الكون. بما أنه ينتمي إلى تصنيف الكواكب من النمط نيبتوني، فإنه يشترك في تقسيمات الكواكب الخارجية التي تشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
إن كوكب “كيبلر-290 ب” يتميز بكتلة ضخمة تزيد عن خمسة أضعاف كتلة الأرض، مما يمنحه جاذبية قوية وبنية داخلية مكونة أساسًا من الغازات. تعتبر قوة الجذب الكبيرة لهذا الكوكب عاملًا محوريًا في تحديد تأثيره على محيطه الفضائي والأجسام الفلكية المحيطة به.
من حيث الأبعاد، يعتبر “كيبلر-290 ب” صغيرًا نسبيًا إذا ما قورن بكواكب نظامنا الشمسي. إذ يبلغ نصف قطره نسبة 20.1٪ من نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا. تترجم هذه الأبعاد الصغيرة إلى طابع فريد لهذا الكوكب وتسلط الضوء على التنوع الكبير في الكواكب التي نكتشفها في أنحاء الكون.
تدور “كيبلر-290 ب” حول نجمه الأم، الذي يتميز بلمعانه الخافت بمقدار 15.775 درجة، على مدار بعيد يبلغ 0.11 وحدة فلكية. يستغرق هذا الكوكب وقتًا قصيرًا نسبيًا لاستكمال دورته حول نجمه، حيث يصل الفترة الدورية إلى حوالي 0.04 يوم.
إن طريقة اكتشاف “كيبلر-290 ب” كانت من خلال طريقة العبور أو الكسوف، حيث تم رصد تغييرات في سطوع النجم الأم نتيجة لعبور الكوكب أمامه. يُعد هذا الأسلوب من بين الأساليب الشائعة في اكتشاف الكواكب البعيدة ويتطلب تقنيات دقيقة لقياس التغيرات الدقيقة في السطوع.
لا يمتلك “كيبلر-290 ب” تحولًا بارزًا في مداره، حيث تشير الشذوذ المداري إلى أنه يتحرك بشكل دائري تقريبًا حول نجمه. تلك الاستقرارية في مداره تمنحنا فهمًا أفضل حول تكوين هذا الكوكب وكيفية تطوره في ظروف الفضاء.
في النهاية، يظهر “كيبلر-290 ب” كلوحة فنية مبهرة تعكس عظمة الكون وتعقيداته. إن فهم خصائص هذا العالم البعيد يلقي الضوء على عمق الكون ويسهم في توسيع أفقنا حول الحياة والظروف التي قد تكون موجودة في أرجاء الكون اللامتناهي.