في أعماق السماء، تتلألأ نجمةٌ بريقة تُعرف باسم “كيبلر-1801″، تنثر أشعتها الساطعة عبر الفلك، لتنقلنا إلى عالمٍ ساحر حيث تتجلى إحدى أسرار الكون، وتكمن تلك الأسرار في كوكب يحمل الاسم “كيبلر-1801 بي”.
يستند هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ 2738.0 سنة ضوئية في كوكبة الدلو، وعلى الرغم من بُعدِه الشاسع، إلا أن تألقه الضوءي يصل إلينا بتألق يبلغ 15.28 درجة من المغناطيسية النجمية. ينتمي كيبلر-1801 بي إلى فئة الكواكب ذات النمط الشبيه بكوكب نبتون، حيث يتشابه في الخصائص الأساسية مع كوكبنا الزرقاء الجميل.
كشف العلماء عن وجود هذا الكوكب الجديد في عام 2021، حيث أسروا للعالم جماليات الكون بالاستناد إلى أدق الأدلة والتحاليل. يتميز كيبلر-1801 بي بكتلة تبلغ 7.8 مرات تلك الموجودة في الأرض، وهو ما يلقب بمعامل الكتلة. يعكس ذلك التباين الرائع في تراكيب الكواكب الموجودة في الفضاء اللامتناهي.
وإذا كانت الكتلة تكون معبرة عن ثقل الكوكب، فإن قطر كيبلر-1801 بي يعكس حجمه الفعلي، حيث يُقدر قطره بنسبة 0.242 من قطر المشتري، وهذا يضفي عليه طابعاً فريداً وجاذبيةً لا مثيل لها في عالم الكواكب.
يدور الكوكب حول نجمه الأم، كيبلر-1801، على مدار يبلغ 0.0915 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.028473647 سنة، ما يجعله يتمتع بسرعة خيالية في سياق الكواكب الفضائية. يظهر هذا الكوكب كجوهرة فريدة في مجموعتنا الشمسية الشاسعة.
تزين مدارات الكواكب في الفضاء بخصائصها الفريدة، ويبدو أن كيبلر-1801 بي لا يختلف عن هذا القاعدة، حيث تتميز مداره بخصائصه الخاصة. يظهر المدار كمنحنٍ هادئ، حيث تكمن إلتفافيته الضئيلة بقيمة صفر، ما يُظهر تناغماً وتناغماً في تنقلاته حول النجم الأم.
رصد هذا الكوكب البعيد جاء بفضل الأسلوب الحديث في رصد الكواكب البعيدة، وهو بأسلوب العبور أو الكسوف، حيث يمكن رصد الكوكب عندما يعبر أمام وجه النجم الأم. هذه التقنية الدقيقة تتيح للعلماء الكشف عن الكواكب الصغيرة والبعيدة وفهم خصائصها بدقة فائقة.
في نهاية المطاف، يبقى كيبلر-1801 بي نموذجاً للجمال الكوني والتنوع الذي يتمتع به عالم الفضاء. وكما يقول العلماء، فإن كل كوكب يروي قصة فريدة، وقصة هذا الكوكب البعيد لا تختلف عن باقي الروايات الفلكية، حيث يتناغم الكون بتفاصيله الرائعة والمثيرة.