في العالم السحيق والبعيد للفضاء الخارجي، يظهر لنا كوكب جديد يحمل اسم “كيبلر-154 c”. يتميز هذا الكوكب بمواصفات فلكية فريدة وتفاصيل تلفت الانتباه، ما يلفت انتباه علماء الفلك ورواد الفضاء إلى أسرار الكواكب التي تدور في أغوار السماء.
تتمثل بعض السمات الرئيسية لكوكب “كيبلر-154 c” في بُعد مدهش يبلغ حوالي 2985 وحدة فلكية عنا، مما يجعله ينتمي إلى النوع البعيد والملتقط في الأفق السماوي بشكل غامض. ورغم بُعد الكوكب، إلا أن سطوع النجم الذي يحيط به يتجلى بشكل جلي، إذ يبلغ سطوعه الظاهري حوالي 14.646 درجة.
فيما يخص الخصائص الفيزيائية للكوكب، يظهر “كيبلر-154 c” بشكل يشبه كواكب المشتري، حيث يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني”، ما يعني أنه يحمل بعض الشبهات مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. وقد تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في عام 2014، ما جعله يلفت انتباه العلماء ويشكل تحديًا جديدًا في فهمنا لتكوين وتطور الكواكب خارج نطاق منظومتنا الشمسية.
تبرز وزنية “كيبلر-154 c” بشكل لافت، إذ يعادل تسعة أضعاف وزن الأرض، مما يجسد لنا مدى تنوع وتفاوت الكواكب في هذا العالم الفلكي البعيد. وبالنسبة للقطر، يظهر الكوكب بأبعاد فلكية أيضًا، حيث يعادل قطره حوالي 26.3% من قطر كوكب المشتري، الذي يُعتبر واحدًا من أكبر الكواكب في النظام الشمسي.
تحتل “كيبلر-154 c” مكانة خاصة في نظامه الشمسي الخاص، إذ يتوسط المسافة بينه وبين نجمه الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.303 وحدة فلكية. ويرافق هذا الكوكب حول نجمه في فترة زمنية تبلغ حوالي 0.17056811 سنة، مما يكشف لنا عن تكامل وثبات حركة الكواكب في هذا النظام الفلكي البعيد.
تتميز “كيبلر-154 c” بالاستقرار في مداره، حيث يظهر أنه يتسم بعدم وجود تغير كبير في شكل المدار، وهو ما يسهم في تعقبه ودراسته بشكل دقيق. وقد تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور الكوني (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، ما يساعد في الكشف عن وجود الكوكب وتحديد بعض خصائصه.
إن كوكب “كيبلر-154 c” يمثل إضافة مثيرة لقائمة الكواكب المكتشفة خارج نطاق النظام الشمسي، ويشير إلى أن هناك أسرارًا لا تزال تنتظر الكشف عنها في هذا الكون الواسع والمليء بالغموض.