في سماء اللانهاية، تتألق الكواكب بأسرارها المدهشة، وتحكي لنا قصصًا لا تنضب عن عجائب الكون. أحد هذه الكواكب البديعة هو “كيبلر-1392 بي”، الكوكب العجيب الذي ينتمي إلى فئة “الأرض الضخمة”، والتي يطلق عليها أحيانًا اسم “سوبر إيرث”. يُعد هذا الكوكب جوهرة فلكية تستحق الاكتشاف، حيث يتميز بعدد من الخصائص الفريدة التي تجعله يبرز في سماء الفضاء اللامتناهي.
يبلغ المسافة التي تفصل بيننا وبين “كيبلر-1392 بي” حوالي 3644.0 سنة ضوئية، مما يضفي عليه طابعًا غامضًا وبعدًا كونيًا يجعلنا نتساءل عن أسراره الكامنة. يظهر الكوكب بلمعان متوسط يُقدر بنحو 15.963 من مقياس السطوع النجمي، مما يجعله ضيفًا متألقًا في سماء الليل الفلكية.
تم اكتشاف “كيبلر-1392 بي” في عام 2016، وكان ذلك بواسطة أسلوب العبور الكوكبي. كانت لحظة الكشف عنه تاريخًا هامًا في سجلات الفلك، حيث انضم إلى قائمة الكواكب البعيدة التي تروي لنا حكايات الكون البديعة.
ما يجعل “كيبلر-1392 بي” أكثر إثارة هو تصنيفه كـ “سوبر إيرث”. حيث يتمتع بكتلة تعادل 4.5 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه هيكلًا استثنائيًا وقوة جاذبية تختلف عن تلك التي نعرفها على كوكبنا. يتجلى هذا الاختلاف أيضًا في نصف قطره، الذي يُقدر بـ 1.96 مرة من نصف قطر الأرض، مما يمنحه ملمحًا فريدًا يتجلى في طابعه الكوني.
تدور “كيبلر-1392 بي” حول نجمه الأم بمدار ذي شعاع يبلغ حوالي 0.1189 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.041341547 سنة، ما يعكس دقة وانتظامًا في حركته حول مصدر الضوء الخاص به. يتميز الكوكب أيضًا بانحراف قليل عن المدار المستديم، حيث يظهر الاستقرار في حركته وعدم وجود تلاعب غامض.
لم يقتصر جمال “كيبلر-1392 بي” على سماته الفيزيائية فقط، بل تم تحديد وجوده بواسطة طريقة الكشف عن العابر. هذا الاكتشاف الفلكي يُضيف لمسة من التفرد إلى قائمة الكواكب التي تستنطق أسرار الفضاء العميق.
إن “كيبلر-1392 بي” يقف كنموذج للكواكب السوبر الأرضية، محمّلًا بالألغاز والتحديات التي تنتظر العلماء لفهمها وفك شفرتها. إنه رحلة فلكية مثيرة تأخذنا إلى أبعد نقاط الكون، حيث يتحد الجمال والعلم ليرويان لنا حكايات مدهشة عن كواكب لا تعرف الحدود.