في أعماق السماء وفي تلك الفسيحة السوداء اللامتناهية، تبرز نجمٌ جديد يحمل اسم MOA-2011-BLG-028L، مثبتٌ في سجل الكواكب البعيدة والمجهولة. تأخذنا هذه الجوهرة السماوية في رحلةٍ فضائية عبر الزمكان، حيث يُعتبر كوكبٌ صغير يُدعى “MOA-2011-BLG-028L b” واكتشف في عام 2016، من أحدث الاكتشافات التي تفتح أفقًا جديدًا لاستكشافاتنا الفلكية.
بعيدًا عنا بمسافةٍ تقارب الـ 24074.0 سنة ضوئية، ينشر هذا الكوكب اللطيف ألوانه الباهرة في الظلام الفضائي. رغم أن توهجه لا يكون واضحًا من خلال المجهر العاري، إلا أنه يخفي العديد من الأسرار والخصائص الفريدة التي تميزه عن باقي الكواكب.
إن تصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني” يلفت الانتباه إلى تشابهه بنيوي مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. ومع أنه يبدو أنه مشابه في الطابع، إلا أنه يحمل معه سماته الفريدة التي تبرز من خلال مقاييسه المذهلة. فقد تم اكتشاف أن وزنه يعادل 30 مرة وزن الأرض، وهو معيارٌ يلفت الانتباه إلى ثقله الفائق.
بما أن قطره يعادل 0.535 قطرًا لكوكب المشتري، يظهر لنا أنه ليس فقط كوكبًا ضخمًا، بل يحمل أيضًا جاذبيةً هائلة تختلف تمامًا عن تلك التي نعيش بها يوميًا على وجه الأرض. هذا الاختلاف في الأحجام والكتل يجعلنا نتساءل عن الظروف الفريدة التي قد تميز حياة الكواكب في هذا النظام البعيد.
يدور MOA-2011-BLG-028L b في مدارٍ بعيد حول نجمه الأم، حيث يبلغ شعاع المدار الذي يسلكه حوالي 4.14 وحدة فلكية، ويتميز بفترة دوران تقارب 9.7 سنة. هذه البيانات تلقي الضوء على حركته الكونية الساحرة وتبرز الدور الفريد الذي يلعبه في النظام الذي يندرج فيه.
لا يزال الكوكب يحمل أسرار اكتشافه، حيث تم اكتشافه باستخدام أسلوب “Gravitational Microlensing”، وهو أحد الطرق الابتكارية في علم الفلك يتيح لنا استنتاج وجود الكواكب عبر تأثير الجاذبية. هذا الاكتشاف يشكل إضافةً مهمةً لسجلنا في استكشاف الفضاء ويذكّرنا بعظمة الكواكب التي تنتظر اكتشافها في عمق السماء.
إن MOA-2011-BLG-028L b هو شاهد على التنوع العظيم للكواكب التي قد نجدها في أرجاء الكون، ويذكرنا بأن عالم الفضاء مليء بالألغاز والجمال الذي لا يعد ولا يحصى، ويظل مصدر إلهام للعلماء والباحثين الذين يسعون لفهم أسرار الكون وأسباب وجودنا فيه.