في أعماق السماء، يتلألأ الكواكب كنجوم بعيدة، تروي قصصاً فلكية مثيرة تأخذنا في رحلة سحرية عبر أبعاد الكون. ومن بين هذه الكواكب البعيدة يبرز لنا عالم غامض يُدعى “كيبلر-84 دي”، عالم ينتمي إلى عائلة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض العظيمة”، أو بمصطلحٍ علمي أدق “سوبر الأرض”.
تتميز كيبلر-84 دي بموقعها البعيد في السماء، حيث تكمن على بُعد يصل إلى 3340 وحدة فلكية منا، ما يجعلها تتألق كنجم براق في عتمة الليل. يُقدر سطوعها النجمي بحوالى 14.92 درجة مغناطيسية، ما يجعلها ضمن فئة النجوم الخافتة التي تحمل في طياتها أسرار الكون.
تُصنف كيبلر-84 دي ضمن فئة الكواكب الضخمة، حيث يعتبر وجودها خلف خيال الباحثين في علم الفلك. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الرائع في عام 2014، عندما كشفت مراصد الفلك عن مرورها أمام نجمها الأم بشكل يسمى “العبور”، وهي طريقة فعّالة لاكتشاف الكواكب البعيدة.
رغم بعدها الشاسع، يبدو أن كيبلر-84 دي قد وقعت في شبكة الفضول البشري بفضل خصائصها الفريدة. إذ يُقدر وزنها بمعامل ضعف وزن الأرض، حيث يصل إلى 2.48 مرة وزننا الكوكبي، ما يجعلها من الكواكب الضخمة التي تشبه الأرض وتثير تساؤلات حول طبيعتها وتكوينها.
وإذا كانت كتلتها تثير الدهشة، فإن قطرها لا يقل عن إثارته، حيث يُقدر بمعامل 1.38 مرة قطر الأرض. يتساءل العلماء عن طبيعة سطح هذا العالم الفضائي الفريد، وهل يتخذ مناطق جغرافية تشبه تلك الموجودة على سطح كوكبنا.
تدور كيبلر-84 دي حول نجمها الأم على بعد يُقدر بنحو 0.052 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.011498973 سنة لإتمام دورتها الكاملة حوله. تُعد هذه الفترة الزمنية قصيرة نسبياً، ما يضفي على هذا العالم الفضائي إحساساً بالحياة والحركة المستمرة.
تتسم كيبلر-84 دي بشكلها المستقر في المدار الذي تسلكه حول نجمها، حيث يتجلى ذلك في انعدام التمدد في مسارها الدائري، ما يُظهر في قلب الكون هندسةً رائعة تعكس تناغم القوانين الفيزيائية.
لقد تم اكتشاف كيبلر-84 دي باستخدام أسلوب الكشف عن العبور، حيث يرصد العلماء تلك اللحظات التي يمر فيها الكوكب أمام نجمه، مما يؤدي إلى تغيير في سطوع النجم يمكن قياسه. هذه التقنية الدقيقة ساهمت في الكشف عن العديد من الكواكب البعيدة، ومن ضمنها كيبلر-84 دي.
في الختام، يبقى كيبلر-84 دي عالماً فضائياً غامضاً، يتحفنا بألغازه وأسراره التي تستمر في تحفيز فضول الإنسان نحو غموض الكون وجماليات الفضاء اللامتناهي.