في تناغم فلكي مثير ومدهش، تظهر الكواكب البعيدة كنجوم ضيقة في سماء الليل، ومن بين هذه الكواكب البعيدة التي تضيء سماء الكون، يبرز كوكب Kepler-687 b كجوهرة لامعة في سماء عالم الفضاء. يتميز هذا الكوكب بمجموعة مدهشة من الخصائص التي تجعله فريدًا وملفتًا للاهتمام.
تحمل Kepler-687 b اسمها من المهمة الفضائية Kepler التي اكتشفته في عام 2016، وتقع على بعد يصل إلى 2067.0 سنة ضوئية عنا، ما يجعلها تتألق في سماء الليل بلمعان يشبه اللمعان الخافت للنجوم. يظهر هذا الكوكب كنقطة صغيرة في سماء الليل، ولكنه يخفي وراءه عالمًا مدهشًا من الألغاز الكونية.
بالرغم من بُعد Kepler-687 b، إلا أنه يشترك في صفات عديدة مع كواكبنا الشمسية. يتميز بكتلة فائقة، حيث يبلغ مضاعف كتلته 12.2 مرة من كتلة الأرض، ما يضفي عليه وزنًا كبيرًا يعكس قوانين الجاذبية الفلكية. وفيما يتعلق بحجمه، يظهر Kepler-687 b بأبعاد مليئة بالغموض، إذ يعادل قطره 31.4% من قطر المشتري، مما يجعله يتميز بحجم ضخم يتناسب مع كتلته الهائلة.
تتميز السمة الفريدة لهذا الكوكب بطبيعته الشبيهة بكوكب المشتري، إذ ينتمي Kepler-687 b إلى فئة الكواكب الشبيهة بنبتون، ما يعني وجود تشابه في خصائصه مع كوكب نبتون في النظام الشمسي. وتضفي هذه الشبهة جاذبية إضافية على هذا العالم البعيد.
تكمن سحر Kepler-687 b أيضًا في مداره الفلكي الذي يتمايل حول نجمه الأم بنسق هندسي مثالي. يستغرق الكوكب فقط 0.056125943 سنة لاكتمال دورته حول النجم، ما يعكس سرعة دورانه الرهيبة في هذا الفضاء البعيد. ورغم أن الترابط الفلكي للكوكب يظهر بشكل مستقر مع انخراطه الأرضي، إلا أنه يتسم بتلاعب رائع بالبُعد الشذوذي الذي يسجل قيمة صفرية، ما يعكس حركته المتماثلة تقريبًا داخل نطاقه الدائري.
تم اكتشاف Kepler-687 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. وهذه الطريقة تتيح للعلماء فهم الخصائص الفيزيائية للكوكب من خلال تحليل أثر الكوكب على الضوء الذي يصل إلينا.
بهذه الطريقة، يعد Kepler-687 b إحدى الجواهر اللامعة في تاج الفضاء، حيث يمثل مصدر إلهام للباحثين والعلماء على حد سواء، محملاً بالألغاز والأسرار التي تنتظر الكشف عنها في رحلة استكشاف المجهول.