في العمق اللامتناهي للفضاء، يتوسع الكون ليكشف لنا عن عجائب لا حصر لها، ومن بين تلك العجائب تبرز كواكب النظام الشمسي وما وراءها، حيث تظهر لنا كواكب أخرى تروي قصصًا فلكية مثيرة. إحدى هذه الكواكب البديعة هي Kepler-653 c، التي تقع على بُعد يبلغ 1943.0 سنة ضوئية من الأرض.
تتميز Kepler-653 c بخصائص فريدة تجعلها تلتقط انتباه علماء الفلك ورواد الفضاء. تتبع الكوكب نوعًا فلكيًا يُعرف باسم “Terrestrial”، مما يعني أنها من الأنواع الصخرية المشابهة للأرض، وهذا يفتح أمامها أبواب التكهنات حول إمكانية وجود بيئة ملائمة للحياة كما نعرفها.
تم اكتشاف Kepler-653 c في عام 2016، وكانت هذه اللحظة هامة في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث فُتحت أفقًا جديدًا لفهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي. يعود الفضل في اكتشاف هذا العالم البعيد إلى الأسلوب المذهل المعروف بالـ “Transit”، الذي يقوم على رصد تغيرات طفيفة في الضوء الناتج عن مرور الكوكب أمام نجمه الأم. وقد بذل العلماء جهدًا جبارًا لفهم هذه الظواهر والكشف عن هذا العالم البعيد.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية للكوكب، يبلغ معامل كتلته 0.399 مقارنة بالأرض، مما يعني أنه أخف بكثير من كوكبنا. كما أن قطره أقل بنسبة 22٪، حيث يبلغ معامل القطر 0.78 بالنسبة للأرض. يدور الكوكب حول نجمه بمسافة تبلغ 0.0186 وحدة فلكية، ويستغرق دورة واحدة حول النجم في زمن يعادل 0.0024640656 سنة، مما يجعله يتسارع في رحلته الفلكية بشكل رائع.
ما يثير الدهشة أكثر هو أن الكوكب يظهر بدورة دائمة تقريبية حول نجمه، وهو يتحرك بمدار دائم يفترض استقراره. ورغم أن الكوكب يظهر بشكل ثابت، فإن مداره يتسم بعدم وجود تحول في المسار، وهو أمر يعكس فيزياء مدهشة يحاول العلماء فهمها بدقة.
بفضل تلك المعلومات الشيقة، نجد أن Kepler-653 c هي عالم مثير للاستكشاف، يحمل في طياته أسرارًا تنتظر أن تكشف عنها المستقبل. إن هذا الكوكب البعيد يلهم العلماء ورواد الفضاء على حد سواء لاستكشاف المزيد من أسرار الكون وفهمها بشكل أعمق.