في تناولنا للمعلومات الفلكية الرائعة حول الكواكب البعيدة في الفضاء اللامتناهي، نجد أن لدينا واحدة من تلك الكواكب المذهلة تحمل اسم “كيبلر-594 ب”. إنها كوكب مثير للإعجاب يتميز بمجموعة من الخصائص الفريدة والملفتة التي تجعلها تبرز بين باقي الكواكب التي تدور حول النجوم البعيدة.
في البداية، يبلغ معدل البعد بين كوكب “كيبلر-594 ب” وكوكب الأرض نحو 2509.0 سنة ضوئية، مما يضفي عليها ذلك البُعد الكوني الذي يثير الفضول والتساؤل حول طبيعتها وتكوينها. وعندما نتحدث عن السطوع النجمي، يظهر أن درجة سطوع النجم الأم الذي يضيء لنا “كيبلر-594 ب” تبلغ حوالي 14.906 ماغنيتود، مما يعكس القوة الفائقة لتلك النجمة وتأثيرها على الكوكب المحيط به.
إن نوع هذا الكوكب يجذب الانتباه أيضًا، حيث يُصنف “كيبلر-594 ب” ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، مما يعني أنه يحمل بعض الشبهات بين خصائصه وخصائص كوكب نبتون العملاق في نظامنا الشمسي. تلك الشبهات قد تفتح أفقًا جديدًا لفهمنا للتشابهات والاختلافات بين الكواكب في أنظمة فلكية مختلفة.
تاريخ اكتشاف هذا العالم الفضائي الرائع يعود إلى عام 2016، حيث كانت الأدوات والتقنيات الفلكية قادرة على رصد هذا الكوكب البعيد وإضاءة أسراره الفلكية. ومن المثير أيضًا أن نتعلم أن كتلة “كيبلر-594 ب” تعادل 5.39 مرة كتلة الأرض، وهو مؤشر على القوى الجاذبية الخارقة التي تسود على سطحه.
أما بالنسبة لحجمه، فإنه يعادل ضعفي حجم الأرض، مما يجعله كوكبًا ذو أبعاد ملحوظة وملفتة للانتباه في سماء هذا الكون الواسع. وعندما ننظر إلى مداره المداري، نجد أن مسافته الشمسية تبلغ 0.1089، مما يُظهر أنه يتبع مدارًا مختلفًا قليلا عن مدار الأرض، وهو أمر يثير التساؤل حول طبيعة تلك الرحلة الكونية.
يستغرق هذا الكوكب الفضائي الرائع حوالي 0.037234772 سنة لاكتمال دورته حول نجمه الأم، مما يعكس السرعة الرهيبة لتلك الحركة الدورانية. ومن المهم أيضًا أن نعرف أن الكوكب يتميز بتماثل في مداره (eccentricity) حيث تساوي صفر، وهو ما يشير إلى استقرار نسبي في حركته حول نجمه.
أما طريقة اكتشاف هذا الكوكب الرائعة، فقد تمت عبر استخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث تم رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه الأم، مما أدى إلى اكتشاف هذا العالم الفضائي الفريد.
في النهاية، تلك البيانات الرائعة حول “كيبلر-594 ب” تضيء لنا مفاتيح جديدة لفهم عظمة الكواكب البعيدة وتنوعها، وتجعلنا نتساءل بدهشة حول المزيد من الأسرار التي قد تكمن في عمق الكون الفلكي الذي يحيط بنا.