في أعماق السماء، تتلألأ نجمة باهرة تُعرف باسم “كيبلر-494″، وعلى بُعد يبلغ 2447.0 سنة ضوئية منا، نكتشف إحدى أسرار هذا الكوكب الفاتن المعروف بالاسم Kepler-494 b. يعد هذا الكوكب واحدًا من تلك العجائب الفضائية التي أدهشت علماء الفلك في عام 2016 عندما تم اكتشافه لأول مرة.
Kepler-494 b هو عملاق غازي ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة، وهو عبارة عن عالم ضخم يتلألأ في الليل الفضائي بفضل معامل سطوع نجمه الأم الذي يبلغ 14.287. يظهر هذا الكوكب كنقطة صغيرة في سماء المجرة، ولكنه يخفي وراء ستارته اللامعة عدة ألغاز فلكية تثير فضول الباحثين والمهتمين بأسرار الفضاء اللانهائي.
بالنسبة لخصائصه الفيزيائية، يتميز Kepler-494 b بكتلة تعادل 0.127 ضعف كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. وعندما نتحدث عن قطره، يظهر الكوكب بحجم يعادل 0.637 مرة قطر المشتري. هذا يبرز التنوع الرائع في عالم الكواكب خارج نطاق منظومتنا الشمسية المألوفة.
تدور Kepler-494 b حول نجمه الأم في مدار ذي شعاع يقدر بحوالي 0.0804 وفترة دوران تبلغ حوالي 0.021902807 سنة. ومع ذلك، يظهر هذا الكوكب بشكل مدهش بفضل انعدام التغير في شكل مداره، حيث يتسم بانخراطه في مسار دائم وخالٍ من التموجات.
أما وسيلة اكتشاف Kepler-494 b، فقد تمت بواسطة الظاهرة المعروفة بالعبور (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مسببًا تغييراً طفيفًا في السطوع يلاحظ من الأرض. هذه الطريقة الدقيقة والمبتكرة لاكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي تمثل نقلة نوعية في فهمنا للكواكب البعيدة وتشكل إسهاماً كبيراً في توسيع آفاق البحث الفلكي.
في النهاية، يظل Kepler-494 b جزءًا من اللغز الكبير والمثير للدهشة الذي يشكله عالم الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي. يتيح اكتشافه لنا فرصة فريدة لفهم أعماق الفضاء والاستفادة من دروسه الملهمة حول تنوع وتكوين الكواكب في هذا الكون الواسع والغامض.