في إطار استكشاف أسرار الكواكب والفضاء اللامتناهي، ندخل عالمًا جديدًا حيث تتلألأ نجمٌ باسم Kepler-478 في سماء الفضاء، يبعد عنا مسافة هائلة تبلغ 1370.0 سنة ضوئية. يظهر هذا النجم بلمعان متواضع بقيمة مغناطيسية تبلغ 14.156، ورغم بساطته في الظاهر، إلا أنه يكشف لنا عن سرّ كوكب يدعى Kepler-478 b.
Kepler-478 b هو عالم غامض يجذب انتباه العلماء والباحثين في علم الفلك، حيث يتميز بأنه من نوع “نبتوني المظهر”، ما يعني أنه يشبه بنية وخصائص كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في عام 2016 من خلال استخدام أسلوب العبور (Transit)، وهو أسلوب يعتمد على رصد تأثير الكوكب على إشعاع نجمه المضيء عندما يمر أمامه.
ما يجعل Kepler-478 b فريدًا هو العديد من الخصائص الفيزيائية التي يتمتع بها. يتسم الكوكب بكتلة ضخمة تعادل 7.8 مرات كتلة الأرض، مما يشير إلى أن لديه كتلة هائلة تفوق الكرة الزرقاء التي نعيش عليها. وللإشارة إلى حجمه، يبلغ نصف قطر Kepler-478 b 0.242 مرة قطر كوكب المشتري في نظامنا الشمسي، مما يجعله كوكبًا ذا حجم ضخم.
يتسم المدار الذي يتبعه Kepler-478 b بالقرب الشديد من نجمه، حيث يكمن على بعد 0.1032 وحدة فلكية. ومع ذلك، فإن فترة دورانه حول نجمه تشكلت في زمن قصير جدا، حيث تبلغ حوالي 0.03613963 سنة، مما يظهر لنا أنه يتحرك بسرعة فائقة حول نجمه.
ملفت للاهتمام أيضًا هو نسبة الشذوذ (Eccentricity) لهذا الكوكب، حيث تظهر بأنها تكاد تكون معدومة (تساوي صفر). وهذا يعني أن المدار الذي يسلكه Kepler-478 b يكون أكثر استقرارًا وتنظيمًا بدرجة عالية.
إن كوكب Kepler-478 b يكمن في عمق الفضاء كجسم سماوي يحمل في طياته العديد من الألغاز والتحديات التي تثير فضول الباحثين. يمثل هذا الاكتشاف إضافة قيمة لمجال الفلك ويسهم في فهمنا للتنوع الذي يميز الكواكب الموجودة خارج حدود نظامنا الشمسي، مما يفتح أمامنا أبوابًا جديدة لفهم غموض الكون وعظمته اللانهائية.