في العمق اللامتناهي للسماء، وفي زاوية قريبة من مجرات لا نعرف عنها سوى القليل، تتلألأ نجمة بسطوع استثنائي، تحمل اسم Kepler-444، وتعتبر واحدة من الكواكب الفائقة البعيدة المحطة حولها. إنها ليست مجرد نجمة عابرة في سماء الليل، بل عالم غني بالتفاصيل الكونية المدهشة.
توجد إحدى أكثر الكواكب إثارة التي تدور حول Kepler-444، وهي Kepler-444c. تبلغ مسافتها عنا حوالي 119.0 سنة ضوئية، ما يعني أن الضوء يستغرق هذا الوقت ليصل إلينا، مما يجعلها نقطة ضوء متألقة في سماء الليل تعود إلينا من أيام البعد الزمني.
تتميز Kepler-444c بتوهجها بدرجة 8.87 من التألق النجمي، وهي قيمة تشير إلى لمعانها في السماء. هذا اللمعان يضفي على الليل سحرًا خاصًا ويثير فضولنا حول الكواكب البعيدة.
وعندما نلقي نظرة على تكوين Kepler-444c، نجد أنها تعتبر من الكواكب الصخرية، وتحديداً من نوع Terrestrial. هذا يعني أنها تشبه في تركيبها الجيولوجي الكواكب الصخرية في نظامنا الشمسي، مثل الأرض والمريخ، مما يثير تساؤلاتنا حول إمكانية وجود حياة أو بيئات مشابهة.
تم اكتشاف Kepler-444c في عام 2015، مما يضيف إلى سجل الاكتشافات الفلكية ويثبت أن الكواكب البعيدة لا تزال تحمل أسراراً لا نهاية لها تنتظر أن تُكشف. ومع كل اكتشاف جديد، نتساءل عن العوالم البعيدة وما إذا كانت تحمل مفاتيح لفهم أصل الحياة وتطور الكون.
التركيب الفيزيائي لـ Kepler-444c أمر مثير للاهتمام، حيث يظهر أن كتلتها تعادل 0.0793 مرة كتلة الأرض، ونصف قطرها يبلغ 0.497 مرة نصف قطر الأرض. هذه القياسات تفتح أمامنا نافذة إلى تنوع الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
تدور Kepler-444c في مدارها حول نجمها الأم Kepler-444 على بعد يبلغ 0.04881 وحدة فلكية، وتستغرق فقط حوالي 0.0123203285 سنة لاكتمال دورتها الشمسية. ولكن اللافت للانتباه هو الانحراف في مدارها، حيث يبلغ ارتفاع الانحراف الزاوي عن 0.31، مما يضفي عليها طابعًا فريدًا وغامضًا.
لقد تم اكتشاف Kepler-444c باستخدام أسلوب الكشف عن العبور أو ما يعرف بـ “Transit”، حيث يتم رصد التغيرات في سطوع النجم عندما تعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الحساس يمنحنا نافذة إلى تفاصيل دقيقة حول الكواكب البعيدة ويمكن أن يكون مفتاحًا لفهم خصائصها وتكوينها.
في نهاية المطاف، تظهر Kepler-444c كلوحة فنية في لوحة الكون، تتناغم بين التفاصيل الفيزيائية والجمال الفائق للفضاء اللامتناهي. ومع كل كوكب نكتشفه، نفتح أفقًا جديدًا لفهم عميق حول أصلنا ومكانتنا في هذا الكون الرائع.