في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، تتلألأ نجمة تُعرف باسم Kepler-393 ببريقها البعيد، تاركة وراءها ألغازًا فلكية لا تزال تثير فضول العلماء والمحبين للفضاء. وبينما يستمر البحث في أروقة السماء، يظهر أحد الكواكب المثيرة للاهتمام، Kepler-393 c، كوكب ضخم ينتمي إلى فئة الأرض الضخمة، المعروفة بـ “السوبر أرض”.
بعد الكثير من الجهود والمراقبة الدقيقة، تم اكتشاف Kepler-393 c في عام 2014، مما جعله واحدًا من الأجرام السماوية التي تستحق الدراسة العميقة. يتميز هذا الكوكب بموقعه البعيد عنا بمسافة تبلغ حوالي 2875.0 سنة ضوئية، ما يعني أن رؤيتنا له تعود إلى لحظة بعيدة في الماضي، حيث يظهر كنقطة ضوء بسيطة في سماء الليل.
تبرز نجمة Kepler-393 بلمعانها الفاتن الذي يبلغ قوته الظاهرية 13.258، وهي معلم يمكن الرصد والمشاهدة بواسطة التلسكوبات الفضائية والأرضية على حد سواء. تلك اللمعان الخافت يعزز من سحر هذا النظام النجمي البعيد ويثير فضول العلماء حول تكوينه وتأثيره على الكواكب التي تدور حوله.
Kepler-393 c يتميز بميزات فلكية فريدة تميزه عن كواكب النظام الشمسي الخاص بنا. يبلغ كتلة Kepler-393 c نسبتها إلى كتلة الأرض مرة واحدة ونصف، مما يمنحها صفة “السوبر أرض”. وتتوسع هذه الفارقة الكبيرة في الكتلة بينه وبين الأرض في فهمنا لتركيب الكواكب الخارجية وتنوعها.
وكما يتجلى في الأبعاد الهائلة، يعادل نصف قطر Kepler-393 c نسبته إلى نصف قطر الأرض بمعامل 1.33، وهو ما يشير إلى حجمه الكبير وبيئته الفريدة. تدور هذه السوبر أرض في فلكها الخاص بمسافة تبلغ 0.124 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.039972622 يومًا لإكمال دورتها الشمسية.
رغم أنه لا يظهر لدينا أي انحراف في مدارها، إلا أن Kepler-393 c تمتلك شكلها الفريد والمميز في عالم الكواكب البعيدة. اكتشافها كان ناتجًا عن استخدام طريقة العبور الفلكي، حيث تم رصد انخفاض طفيف في اللمعان النجمي عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يشير إلى وجوده ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشافاتنا في هذا الجزء البعيد من الكون.
وفي ختام الحديث عن Kepler-393 c، يظهر الجمال الساحر لهذا الكوكب السوبر الأرضي كلمحة إلى التنوع الكوني الذي يحمله الفضاء الخارجي. وبينما تتواصل الجهود العلمية لاستكشاف وفهم هذه العوالم البعيدة، نبقى متحمسين للغاية لاكتشاف المزيد من أسرار الكواكب والنجوم في سماء لا نهائية.