في سماء اللانهاية، تتلألأ نجوم الكواكب وتروي حكايات علم الفضاء، ومن بين هذه النجوم البعيدة تبرز كوكب Kepler-275 b، والذي يتميز بمعلومات مثيرة تفصلنا عنه على بُعد يبلغ 6636.0 سنة ضوئية.
تألق هذا الكوكب في عالم الفضاء يظهر بوضوح في درجة التوهج الفلكية، حيث تسجل مقدارها 15.289 في مقياس التوهج النجمي. يتجلى جماله وغموضه في تصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، مما يعني أنه يحمل خصائص تشبه تلك التي تميز كوكب نبتون العملاق في نظامنا الشمسي.
تأتي لنا أخبار هذا العالم الفضائي البديع من مكتشفيه في عام 2014، عندما كشفوا النقاب عنه وسط أضواء الليل الفلكية. وكأنها قصة خيال علمي، تتجلى الأبعاد الرقمية لكوكب Kepler-275 b بتضاعف كتلته، حيث يبلغ مضاعفها 6.08 مرات من كتلة الأرض. وكأنه يحمل عبءًا ثقيلاً من مكوناته الفضائية.
وكما تتألق النجوم في السماء، يظهر هذا الكوكب بحجم مصغر بنسبة 0.209 من حجم كوكب المشتري، إحدى عمالقة نظامنا الشمسي. تأملوا معي لحظة في هذا الجمال الفلكي الصغير العظيم، حيث يتقاسم Kepler-275 b الحضرة الكونية بتواجده المتألق.
تأخذنا المغامرة الفضائية إلى دائرة الرحى الفلكية حول النجم الأم، بمدار يبلغ 0.098 من مدار الأرض، ويكمن سر الزمن الذي يستغرقه لدورانه حول نجمه في فترة تبلغ 0.028199865 من السنة الفضائية. وكما لو أنه يرقص على نغمات الفضاء، يظهر Kepler-275 b بميل دائري تقترب من الصفر، وكأنه يتجه نحو المستقبل بثبات.
أما وسيلة اكتشافها، فهي كفيلة بإضفاء لمسة من الغموض على هذه القصة الفلكية، إذ تم اكتشاف Kepler-275 b بواسطة طريقة العبور (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسفر عن تغيير طفيف في السطوع يمكن اكتشافه من قبل المراصد الفلكية على الأرض.
وهكذا، تظهر Kepler-275 b كلوحة فنية في سماء الفضاء، تروي لنا حكاية مشوقة عن الكواكب البعيدة وتفاصيلها الفلكية المدهشة. إنها دعوة إلى استكشاف اللانهاية، حيث تحلق الأفكار بين النجوم وتبني جسراً من العلم والتساؤلات في عقولنا، تربطنا بأسرار الكون.