في سماء الفضاء اللامتناهي، يتلألأ كوكب جديد يحمل اسم “كيبلر-213 c”. يقع هذا الكوكب البعيد عنا على بعد يبلغ حوالي 2071.0 سنة ضوئية، مما يعني أن رؤيته يتطلب السفر عبر مسافات هائلة من خلال الفراغ الكوني.
بيانات هائلة ومثيرة تحيط بكوكب “كيبلر-213 c”، فهو ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، وتتسم بخصائص فريدة تميزها في عالم الكواكب البعيدة. اكتشف هذا العالم الغامض في عام 2014، حيث فتحت لنا الأبواب إلى أسرار الكون وتنوع الكواكب الموجودة في مجرتنا.
إحدى السمات المميزة لـ “كيبلر-213 c” هي سطوع النجم الذي يحيط به، حيث يبلغ معدل سطوعه حوالي 13.705 وحدة. هذا النجم يلعب دورًا مهمًا في تحديد طبيعة الضوء الذي يتسلل إلى هذا الكوكب البعيد.
معلومات أخرى تشير إلى أن كتلة “كيبلر-213 c” تفوق كتلة الأرض بمعامل يبلغ 6.08، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة مقارنة بكوكبنا الأزرق. ولتوضيح هذا الأمر، يمكننا القول إن كتلة هذا الكوكب تعادل 6.08 مرات كتلة الأرض.
أما عن قطر “كيبلر-213 c”، فيبلغ معامله حوالي 0.209 مقارنة بقطر المشتري. هذا يجعله كوكبًا صغير الحجم بالمقارنة مع عمالقة النظام الشمسي.
تدور “كيبلر-213 c” حول نجمه بمسافة تقدر بحوالي 0.057 وحدة فلكية، مما يجعله يتمتع بمدار ذا طابع استثنائي. يستغرق هذا الكوكب البعيد حوالي 0.013141684 سنة لاكتمال دورته حول النجم.
رغم تلك الخصائص الرائعة، يظهر أن “كيبلر-213 c” يتميز بانحراف بسيط في شكل مداره، حيث يكشف عن قيمة الاستدارة البسيطة (eccentricity) بنسبة تقرب من الصفر. يعكس هذا الاستدار الهدوء والثبات في حركة هذا الكوكب أثناء رحلته المستديمة حول نجمه.
أسلوب الكشف عن “كيبلر-213 c” استخدم تقنية العبور أثناء المرور (Transit)، حيث تم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة للكشف سمحت للعلماء بالكشف عن وجود هذا الكوكب وتحديد خصائصه بدقة.
إن “كيبلر-213 c” يمثل إضافة مهمة لقائمة الكواكب البعيدة التي تتنوع في خصائصها وتحمل أسرارًا جديدة لفهم تكوين الكواكب وتطورها في هذا الكون الغامض والرائع.