في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتلألأ نجمة Kepler-1775 ببريقها الخافت في سماء المجرة، وفي هذا السياق الفلكي الرائع يكمن عالم غامر يحمل اسمها ليكون نقطة الانطلاق لرحلة استكشاف جديدة. إذ تتوسط هذا الفضاء اللانهائي، كوكب يدعى Kepler-1775 b ينحدر بكل أمجاده في مداره حول النجم المضيء.
يتمتع Kepler-1775 b بموقع استثنائي في نظامه الشمسي الخاص، حيث يبتعد عن نجمه الأم Kepler-1775 بمسافة تبلغ 2143 وحدة فلكية. يتلألأ هذا الكوكب في سماء ليله بقوة مغناطيسية تُعبّر عنها الكتلة المضاعفة التي تعادل 12.9 مرة كتلة الأرض. تلك الكتلة الضخمة تمنح Kepler-1775 b خصائص تجعله يتقاسم بعض الشبهات مع كواكب المشتري، إذ يتناغم مع تلك العمالقة الغازية في ما يتعلق بالكتلة.
أما عن الأبعاد الفيزيائية لهذا الكوكب الغامض، فتكشف الأبحاث الحديثة أن قطره يعادل 0.325 قطرًا للمشتري، مما يعني أنه يندرج تحت تصنيف الكواكب العملاقة النيبتونية. يتمتع Kepler-1775 b بقدرة فريدة على استقطاب العقول البشرية نحو غموضه وتفاصيله الغامضة التي تظل محل دراسة مستمرة.
تحمل السنة 2021 شرف اكتشاف هذا الكوكب، حيث أضاء عليه باحثون الفضاء بفضل استخدام أساليب العبور الكوكبي، وهو أسلوب يعتمد على رصد الكواكب أثناء عبورها أمام نجومها الأم. إن هذا الاكتشاف يمثل إضافة جديدة إلى المكتبة الفلكية للإنسان، ويوسع آفاق فهمنا للكواكب البعيدة وتشكيلاتها المعقدة.
يظهر Kepler-1775 b كلوحة فنية رائعة تتألق في تاريخ الفضاء، إذ تسبر أغوار الكون وتعزز الفهم البشري للكواكب البعيدة وأسرارها. وفي مسيرته حول نجمه، يتحدث Kepler-1775 b بلغة الكواكب العظيمة، ممزوجًا بعناصر من التفرد والغموض، ليكون حلم الإنسان بالاقتراب أكثر فأكثر من أسرار هذا الفضاء الرحب والمذهل.