في إحدى المناطق البعيدة في السماء الليلية، حيث يتوهج عدد لا يحصى من النجوم بألوانه المتنوعة، تبرز كوكب ذو سحنة غامضة يُعرف بالاسم الفلكي Kepler-1720 b. إنه عالم فضائي يبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 2053 سنة ضوء، يتألق بتوهج لافت يعكس الضوء الناتج عن نجم يظهر بتوهج نجمي يبلغ قدره الظاهري 14.822.
يندرج Kepler-1720 b ضمن فئة الكواكب العملاقة الغازية من نوع نبتونية، حيث تتميز بخصائص تجعلها تشبه في العديد من النواحي كوكب نبتون الخارجي في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الرائع في عام 2021، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام الفلكيين والعلماء الفضائيين.
تأتي معلومات مثيرة حول Kepler-1720 b فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، حيث يتميز بكتلة تُقدر بضع مرات من كتلة الأرض، حيث يبلغ معامل الكتلة المتضاعف 10.4 مرات كتلة كوكبنا. ولا تقل إثارة الأبعاد عن إثارة الكتلة، إذ يبلغ قطر Kepler-1720 b نسبة متواضعة إلى قطر المشتري، إحدى الكواكب العملاقة في نظامنا الشمسي.
من الجدير بالذكر أن مدار هذا الكوكب الغامض يتسم بالقرب النسبي، إذ يتحرك على بعد 0.1043 وحدة فلكية من نجمه الأم، ويستغرق حوالي 0.034770705 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه. يتميز المدار بعدم وجود تفاوت في الشكل، حيث يكون التمدد المداري قريبًا من الصفر، مما يجعله محطة رصد مثيرة للباحثين.
تم اكتشاف Kepler-1720 b باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور القرص الشمسي (Transit)، وهي تقنية تعتمد على قياس تغييرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. تلك اللحظات العابرة تسفر عن معلومات قيمة تفيد في فهم الطبيعة والخصائص المحيطة بالعوالم الفضائية البعيدة.
إن Kepler-1720 b يمثل إحدى النقاط اللامعة في سماء الكواكب البعيدة، ورغم بعده الكبير، يظل هذا العالم الفضائي جزءًا من اللغز الكبير الذي نسعى لحله، ويثير فضولنا لفهم أعماق الفضاء وتشكيل الكواكب في أنظمة فلكية بعيدة.