استكشاف كوكب Kepler-165 c

في العمق السحيق للفضاء، حيث تتناغم الكواكب بإيقاعها الخاص، نجد أحد العوالم الساحرة والمثيرة، التي تحمل اسم Kepler-165 c. هذا الكوكب البعيد يتربع في نظام نجمي يُعرف بالرقم 165، وهو يشكل جزءاً لا يتجزأ من تلك السماء اللامتناهية.

تبلغ المسافة بين Kepler-165 c وكوكب الأرض نحو 1830 وحدة فلكية، ما يضفي عليها لمسة من البعد الذي يُثير الفضول والتساؤل حول ما إذا كانت تحمل في جعبتها أسراراً فلكية جديدة قد تكون مفتاحاً لفهم أعماق الكون.

تتألق نجمة Kepler-165 بلمعان يُقدر بنحو 15.05 درجة، يتلألأ في سماء الليل ويضفي جواً من السحر والغموض. هذا اللمعان الخافت يشير إلى جاذبية النجم ومكانته الفريدة في سماء هذا الزاوية الفلكية البعيدة.

تتميز Kepler-165 c بكونها كوكباً من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تتشابه خصائصها إلى حد كبير مع تلك التي يتمتع بها كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تتسم هذه العمومة بغلاف جوي ضخم وبنية تشبه إلى حد كبير بنية الزهرة الزرقاء في أعماق الكون.

تم اكتشاف Kepler-165 c في سنة 2014، حيث فتحت هذه الاكتشافات الأبواب أمام علماء الفلك لاستكشاف ميزاتها وخصائصها بكل دقة. تعتبر هذه اللحظة نقطة تحول في تاريخ الاستكشاف الفلكي، حيث تم توثيق هذا العالم البعيد للمرة الأولى ورصد خصائصه بدقة فائقة.

فيما يتعلق بالكتلة، يبلغ معامل كتلة Kepler-165 c نحو 5.6 مرات تلك الخاصة بكوكب الأرض، مما يجعلها عالماً ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة. وبالنسبة للشعاع، يصل معاملها إلى 2.23 مرة من شعاع الأرض، مما يضفي عليها طابعاً فريداً يتجلى في حجمها الهائل.

تدور Kepler-165 c حول نجمها الأم، Kepler-165، على مسافة تبلغ حوالي 0.11 وحدة فلكية، وتستغرق فقط نحو 0.041889116 يومًا لإكمال دورة كاملة حول النجم. هذه الفترة القصيرة تعكس السرعة الرهيبة التي تسبح بها هذه العملاقة الغامضة في فضاء الكون.

رغم أن التسارع غير ماثل في مدارها، إلا أن Kepler-165 c تظهر بأنها تتبع مدارًا دائريًا تمامًا، حيث تكون الاستدارة البسيطة لها تقريباً معدومة. وقد تم اكتشاف هذا العالم البعيد باستخدام طريقة العبور أو الترانزيت، حيث يتم قياس الانخفاضات الدورية في لمعان النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح للعلماء استنتاج وفهم تكوين الكوكب وخصائصه.

في النهاية، يظهر Kepler-165 c كعالم فلكي مميز وفريد، يجلب لنا لمحة عن التنوع اللامحدود للكواكب في الفضاء الخارجي. مع كل اكتشاف جديد في هذا العالم الواسع، نفتح أبواباً جديدة لفهم أعماق الكون والتفكير في الأسرار التي قد تخفيها الكواكب البعيدة في أنحاء الكون المجهول.