في سماء اللانهاية، تتلألأ نجوم لا حصر لها، وتدور حولها كواكب تكمل رحلتها في الفضاء الخالد. من بين هذه العوالم البعيدة، نبرز الكوكب Kepler-161 c، الذي يتألق في بعد فلكي يبلغ 1418 وحدة فلكية.
هذا الكوكب، الذي يتمتع بلمعان نجمه الذي يبلغ 14.406 درجة في مقياس التألق النجمي، يندرج تحت تصنيف “سوبر إيرث”، وهو وصف للكواكب التي تمتلك خصائص تشبه إلى حد كبير تلك التي نجدها في كوكبنا الأرض.
اكتشف هذا العالم الغامض في عام 2014، حيث فتحت أبواب الكون لتكشف لنا عن أسرار جديدة. يتميز Kepler-161 c بكتلة تضاعفت 11.8 مرة مقارنة بالأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل يلفت النظر إلى عظمته الفلكية.
وكأن ذلك لا يكفي، يمتلك هذا الكوكب نصف قطر يضاعف 2.05 مرات قياسياً بالنسبة للأرض، مما يجعله يبرز بين الكواكب الأخرى بحجمه الاستثنائي. تمتلك Kepler-161 c مدارا فلكيا يبلغ 0.068 وحدة فلكية، مما يجعله يدور حول نجمه الأم بسرعة ملفتة.
فترة دورانه المدارية تمثل غموضا إضافيا يزين قائمة معلوماته، حيث يحتاج هذا الكوكب الفضائي إلى 0.01943874 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه. بالرغم من هذا التسارع الرائع، يظل الكوكب متمايلًا في مداره بشكل تقريبي، حيث يبلغ التمدد المداري له صفرًا.
رغم بعده الشاسع، تم اكتشاف Kepler-161 c باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم قياس الانخفاض المؤقت في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه التقنية تكشف عن ألغاز الفضاء وتفتح نافذة على عوالم لا نهائية، مما يساهم في توسيع فهمنا لهذا الكون الذي يحيط بنا بأسره.
في نهاية المطاف، يظهر Kepler-161 c كلوحة فنية فلكية، تجسد روعة الكواكب البعيدة وتذكيرا بأن الكون مليء بأسراره وأسراره الفريدة التي تتربع في عرش السماء، تنتظر البشرية لتكتشفها وتكتب لها قصة جديدة في سجلات الفضاء.