عندما نتأمل الكون الواسع ونبحث في أغوار أسرار الفضاء، نجد أن الكواكب خارج نظامنا الشمسي تقدم لنا لغزًا فلكيًا مثيرًا. إحدى هذه الكواكب التي تثير اهتمام العلماء والباحثين هي Kepler-1308 b. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016 باستخدام أسلوب الكشف عن العبور، وهو أسلوب يتيح للعلماء تحديد وجود الكواكب عندما تعبر أمام نجمها الأم.
تتمتع Kepler-1308 b بموقع فلكي يبلغ حوالي 368 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعلها تحديًا مثيرًا للاستكشاف وفهم طبيعتها وتكوينها. يظهر نجمها الأم بشكل باهر بمقدار ضياء فلكي يصل إلى 16.4، مما يجعله ضوءًا خافتًا في عتمة الفضاء.
تتميز Kepler-1308 b بكونها من النوع الأرضي، وهذا يعني أنها تحمل بيئة قريبة من تلك التي نعيش فيها على الأرض. يتجلى هذا التنوع في الكواكب في معامل الكتلة الذي يبلغ 0.0933 مقارنة بكتلة الأرض. كما يتضح أن لديها قطر يعادل 0.52 قطر الأرض، مما يشير إلى أنها قد تحمل خصائصًا فريدة ومتنوعة.
عند النظر إلى المدار الذي تسلكه Kepler-1308 b حول نجمها، نجد أنها تتبع مسارًا ذا نصف رئيسي يبلغ حوالي 0.025 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.0057494864 سنة. يظهر أنها تتحرك بانتظام حول نجمها الأم، مما يشير إلى استقرار في نظامها الفلكي.
ما يجعل Kepler-1308 b أكثر إثارة هو اكتشافها بدقة عالية دون وجود أي تغير في مسارها المداري. تظهر فاحصو الفضاء أنها تتمتع بدورة دوران استثنائية بلا تشوه، وهو ما يمنحنا نافذة فريدة لدراسة هذا العالم البعيد.
في الختام، يثير Kepler-1308 b فضولنا ويدعونا إلى استكشاف أعماق الكون لنفهم أسرار هذا العالم البعيد. إن هذا الاكتشاف يبرز أهمية البحث في الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، وكيف يسهم ذلك في توسيع آفاق فهمنا للكون وأصل الحياة.