في أعماق السماء اللامعة، تبرز كوكبٌ جديد يُدعى Kepler-1188 b، كجوهرة ثمينة تعكس بريقها في أفق الفضاء اللامتناهي. يتوسط اللامع النجم الذي يحمل في جعبته سر الحياة، حيث يتلألأ بنفوذه الضوء الساطع الذي يمنح الحياة لكل جزء من الكوكبات التي تدور حوله.
تمت اكتشاف Kepler-1188 b في عام 2016، عن طريق استخدام أساليب الكشف عن الكواكب بالعبور أثناء مرورها أمام نجمها الأم، في ظاهرة تعرف باسم العبور الكوكبي أو “الترانزيت”. تلك اللحظة الفريدة شكلت بداية رحلة استكشاف مثيرة نحو فهم أعماق هذا العالم الغامض.
Kepler-1188 b يُصنف ككوكب فائق الأرض، ما يعني أنه يتمتع بحجم أكبر وكتلة أثقل بمقارنة مع كوكب الأرض. يزيد معامل كتلته بحوالي 4.98 مرة عن كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ملحوظة وتأثير جاذبية فريد.
وقد أظهرت القياسات أيضًا أن قطر Kepler-1188 b يتجاوز قطر الأرض بمعامل يبلغ 2.08، مما يبرز الاختلافات الكبيرة في البنية الجيولوجية لهذا العالم الفريد. يظهر الكوكب بمظهر أكبر وأكثر تنوعًا، ما يشير إلى أحجام قاربة وتشكيلات جيولوجية فريدة.
تدور Kepler-1188 b حول نجمها الأم في مدار محدد بشكل دقيق، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.135 وحدة فلكية. يمتد الكوكب في رحلته حول نجمه بسرعة مذهلة، إذ يستغرق فقط حوالي 0.04681725 سنة لاكتمال دورته الشمسية. يتميز مدار Kepler-1188 b بالاستقرار، حيث يظهر قلة في الانحراف المداري بلغت قيمتها 0.0، مما يعكس توازنًا دقيقًا في القوى الجاذبية التي تحكم حركته.
رغم كل هذه المعلومات المدهشة، إلا أن أحد أبرز الجوانب في اكتشاف Kepler-1188 b يكمن في طريقة اكتشافه، حيث تم استخدام طريقة العبور الكوكبي، وهي وسيلة دقيقة وفعالة لرصد الكواكب في أنظمة أخرى. هذه الطريقة تفتح أفقًا جديدًا في فهمنا للكواكب البعيدة وتسلط الضوء على تنوع العوالم التي تدور حول نجومها الأم.
في النهاية، يظهر Kepler-1188 b كلوحة فنية فريدة في عرض الكواكب والفضاء، حيث يجمع بين الغموض والجمال والتعقيد في بنيته الجيولوجية والكيميائية. إنه عالم آخر يثير الفضول ويدفعنا إلى التساؤلات اللانهائية حول أسرار الكون والحياة في الفضاء الخارجي.