في سماء اللانهاية تتلألأ نجوم لا حصر لها، وفي هذا البحث الرائع عن أسرار الكون، نجد أنفسنا أمام إحدى عجائب الفضاء، وهي كوكب Kepler-1184 b. يعتبر هذا الكوكب واحدًا من تلك العوالم السماوية البعيدة التي تأخذنا في رحلة مثيرة إلى أعماق الكون.
يتميز Kepler-1184 b بموقعه البعيد الذي يبلغ مسافة 3777 وحدة فلكية عنا، ورغم بعده الكبير، يظهر في السماء بسطوع يصل إلى 14.99 درجة، مما يجعله يأخذ مكانًا هامًا في لائحة الكواكب التي يمكن رصدها من قبل المراصد الفلكية على وجه الأرض.
تتميز خصائص Kepler-1184 b بتشابهها مع كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي، إذ يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”. يظهر هذا الكوكب كرائعة زرقاء في سماء لا تعد ولا تحصى من النجوم، حيث يكمن سره وجماله في تفاصيله الفريدة.
تم اكتشاف Kepler-1184 b في عام 2016، حيث كشفت المراصد الفلكية عن وجود هذا العالم السماوي الجديد في مجموعتنا الكونية. ومن خلال الدراسات والملاحظات، تبين أن كتلة Kepler-1184 b أكبر بمقدار 7.65 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا هائلاً يضاف إلى جاذبيته الفائقة.
بالنسبة للأبعاد، يُقارن Kepler-1184 b بنسبة 0.239 مع نصف قطر المشتري، مما يعني أنه يمتلك حجمًا لا يقل عن ربع حجم المشتري نفسه. وهذا يجعله كوكبًا ضخمًا بالمقارنة مع العوالم الأخرى في نظامه الشمسي.
فيما يتعلق بالمدار الذي يسلكه Kepler-1184 b حول نجمه، يتميز بمسافة 0.2863 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.1467488 سنة لاستكمال دورته حول نجمه الأم. إن عدم وجود تمدد في مداره يجعله أحد الكواكب ذات التواجد المستقر والمنتظم حول نجمه.
وفي هذا الاتساع الكوني، يبدو Kepler-1184 b كجوهرة فلكية متلألئة، حيث تمثل طريقة اكتشافه النقل (Transit) إحدى أهم وسائل رصد الكواكب البعيدة. باستمرار الكواكب في عبورها أمام نجومها الأم، يمكن للعلماء قياس التغييرات في سطوع النجم، مما يدل على وجود كوكب يمر أمامه.
في الختام، تظهر Kepler-1184 b كعالم سماوي استثنائي يتحدى الحدود المعروفة للكواكب الخارجية. إن فهم خصائصه وتشابهه مع الكواكب العميقة في الفضاء يفتح أفقًا جديدًا في مجال الفهم البشري للكون وأسراره اللامتناهية.