عندما نغوص في أعماق الفضاء، نكتشف أنظمة شمسية بديعة تعج بالكواكب الرائعة والأجرام السماوية المثيرة. ومن بين هذه الكواكب، نبرز Kepler-1169 b، الكوكب الذي أثار فضول العلماء وألهمهم بأسراره الفلكية الساحرة.
تتميز Kepler-1169 b بموقعها البعيد عنا بمسافة تبلغ حوالي 1705.0 سنة ضوئية، ورغم أن هذا البُعد يجعلها غير قابلة للوصول بوسائلنا الحالية، إلا أنها تبقى قمة في عالم الكواكب الفضائية التي تشد الأنظار. تتمتع النجم الذي تدور حوله، الذي يُقدم نفسه بلمعانه الذي يبلغ 12.707 في المقدار المطلق للسطوع، بجاذبية فلكية تجذب الأبصار وتثير التساؤلات حول أسراره.
تصنف Kepler-1169 b ككوكب أرضي، ما يعني أنها تشبه الأرض في بعض الخصائص الأساسية، ورغم بُعدها البعيد إلّا أنها تلهم بالتشابه بين تكوينها وتكوين كوكبنا الأزرق. اكتشف هذا الجوهر الفلكي الفريد في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا من الكواكب الملهمة التي تتوسع معرفتنا عن الكون.
ونظرًا لأن الكتلة تُعتبر مضاعفة بنسبة 0.779 مقارنة بالأرض، يبرز Kepler-1169 b ككوكب صغير نسبيًا، مما يفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم تنوع الكواكب في الكون. الشكل الكروي لهذا الجسم السماوي يُظهر نقصًا طفيفًا في القطر، إذ يُقدر بنسبة 0.94 من قطر الأرض، مما يعزز فرادته وتميزه في عالم الأجرام الكونية.
تدور Kepler-1169 b حول نجمها الأم بنصف قطر يبلغ 0.0709 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.01670089 سنة، وهو ما يكشف عن حياة فلكية مثيرة وحركة دورانية تلتزم بقوانين الكون. يتميز هذا الكوكب بانحراف بسيط في مداره حيث يبلغ الانحراف الشديد صفر، مما يمنحنا فهمًا أعمق حول نظم الكواكب وتناغمها في هذا الفضاء الغامض.
وفيما يتعلق بطريقة اكتشافه، فإنه تم اكتشاف Kepler-1169 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث تم رصد تغيرات طفيفة في سطوع النجم الأم نتيجة لمرور الكوكب أمامه. هذه الطريقة الفلكية المعقدة تبرز تقدم العلم الفضائي في استكشاف الكواكب البعيدة والتي توفر لنا نافذة مفتوحة على عوالم جديدة.
في الختام، يظهر Kepler-1169 b كلوحة فنية فلكية، تروي لنا قصة الكواكب البعيدة وتذكير بأن الكون مليء بأسراره وجماله الفريد. تعتبر هذه الاكتشافات بمثابة نافذة إلى أبعد نقاط السماء، حيث يتكاتف العلم والفضول لفتح أفق جديد من الفهم والتعجب في عالمنا الفلكي الواسع والمتنوع.