في سماء اللانهاية، حيث يتلألأ النجوم بألوان متعددة وتروي قصص الكواكب البعيدة، نجد أحد ألغاز الكون المثيرة والجميلة، وهو الكوكب المعروف بـ Kepler-1129 c. إنه عالم من عوالم الفضاء البعيدة، ينتمي إلى عائلة كبيرة ومعقدة من الكواكب التي تدور حول نجمها الأم، نجم لامع في سماء الليل يُعرف بتألقه الذي يصل إلى 15.661 درجة نجومية.
تتميز Kepler-1129 c بخصائص ملفتة للنظر، فهو من فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتميز ببنيته الكوكبية الضخمة والمذهلة. اكتشف هذا العالم الساحر في عام 2016، عندما ألقت التكنولوجيا الحديثة نظرة عميقة إلى أغوار الفضاء، كاشفةً لنا هذه اللآلئ الفضائية.
لنتجول في خصائص هذا العالم البعيد، فنجد أن كتلته تعادل 7.9 مرات كتلة الأرض، مما يجعله يحمل في طياته أسراراً ثقيلة وجاذبيةً فائقة. وإذا نظرنا إلى قطره، نجد أنه يعادل 0.244 قطرًا مقارنًا بكوكب المشتري، مما يعكس تنوعًا كبيرًا في هياكله الجيولوجية والجوانب الجيوفيزيائية.
تدور Kepler-1129 c حول نجمه الأم على مسافة تبلغ 0.3528 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حوالي 0.20944558 سنة، تكمل فيها دورتها الكوكبية بأناقة ودقة، كأنها رقصة فضائية تنتظم بإيقاع الجاذبية الساحرة.
فيما يخص خصائص مدارها، تظهر Kepler-1129 c بأمانة عالية في حركتها الدائرية، حيث تستبين القيمة الصفرية للانحراف المداري، مما يجعلها كوكبًا يتميز بالاستقرار والتوازن في تحركاته.
الطريقة التي تم اكتشاف Kepler-1129 c بها هي عبر استخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد انخفاض ضوء النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الدقيقة تسمح للعلماء باكتشاف الكواكب البعيدة بدقة، وتمنحنا نافذة نحو أسرار الكون اللامتناهي.
إن Kepler-1129 c تشكل جزءًا من تلك السيمفونية الفضائية الرائعة، حيث تتداخل الكواكب والنجوم في رقصة لا تنتهي، تروي لنا حكايات الكون وتكشف لنا عن أسراره العميقة. إن اكتشافات مثل هذه توسع آفاقنا وتجعلنا ننظر إلى السماء بدهشة وتساؤل حول ما يخفيه الكون الواسع خلف ستاره اللامع.