في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجوم لامعة تشكل جزءًا من تلك اللوحة الفسيحة للكون. وفي هذا السياق السحري للفضاء، نجد أنظمة النجوم تحمل في طياتها أسراراً ومفاجآت لا تنتهي. من بين هذه الأنظمة المذهلة والمعروفة بإسم K2-5، نلقي نظرة فاحصة على إحدى كواكبها المدهشة، K2-5 c.
تتميز K2-5 c بموقعها البعيد في الفضاء، حيث يصل بعدها عنا إلى حوالي 662.0 سنة ضوئية. يُسجل السمة المميزة لهذا الجرم السماوي بوصفه كوكباً من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تجسد تلك الخصائص جاذبية هائلة وتكويناً يشبه إلى حد كبير كوكب المشتري في نظامنا الشمسي.
اكتشفت K2-5 c في سنة 2015، وتمثل إحدى النجاحات البارزة للعلماء الفلكيين الذين يسعون جاهدين لاستكشاف أغوار الفضاء وفهم أسراره. تتميز هذه الكوكبة بقربها الكبير من نجمها الأم، ما يجعلها تعيش في حضن حار يفوق قدرة الخيال.
ما يجعل K2-5 c فريدة هو تعدد الخصائص التي يتمتع بها. يُقدر وهجها النجمي بحوالي 14.974 درجة، مما يعكس اللمعان الخافت الذي يمنحها طابعاً خاصاً في عالم الكواكب البعيدة. وعند النظر إلى كتلتها، يظهر لنا أن كتلتها تعادل حوالي 5.73 مرة كتلة الأرض، مما يجسد تحديات فهمنا للظواهر الفيزيائية التي تحدث في أعماقها.
وكما يعتبر كوكب المشتري معياراً لنا في النظام الشمسي، يبرز K2-5 c بنسبة نصف قطره المقدار الذي يعادل 0.202 قطرًا لكوكب المشتري. هذا التنوع في الخصائص الفيزيائية يعزز التفرد والتميز الذي يميز هذا الكوكب في سماء الفضاء.
تدور K2-5 c حول نجمها الأم بمدار مثير للدهشة، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.0818 وفترة الدوران تعادل 0.029842572 سنة. يظهر هذا النظام الفلكي الدقيق والمُنظم بدقة تحكم القوانين الفيزيائية في حركته.
وبالرغم من تلك البيانات المثيرة، فإن استنتاج اكتشاف K2-5 c جاء بفضل تقنية العبور أثناء المراقبة، حيث تتلاشى الضوء الناتج عن نجمها عندما يمر الكوكب أمامه، مما يكشف للعلماء عن وجوده ويساعد في تحديد خصائصه.
بهذا، تظهر K2-5 c كواحدة من الكواكب البعيدة المذهلة التي تتحفنا برؤى جديدة وتفاصيل فريدة تسهم في توسيع آفاق فهمنا للكون وتعمق علمنا في أسرار الفضاء اللامتناهي.