في رحلتنا المثيرة إلى أغوار الفضاء وكواكبه المجهولة، نستكشف اليوم إحدى ألغاز الكون، وهي الكوكب المعروف باسم K2-32 b. يقع هذا العالم الغامض على بعد 514 سنة ضوئية منا، في منطقة بعيدة من الكون تجعله يظهر كنجم براق بتألق يبلغ 12.304 درجة حسب مقياس السطوع النجمي.
يتميز K2-32 b بأنه ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، حيث يكتنفه غمرة من الغازات والسوائل القاسية التي تشكل جوه الكثيف. تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في عام 2016، حينما كان العلماء يقومون بمراقبة السماء باستخدام طريقة العبور (Transit)، والتي تعتمد على قياس تغيرات السطوع عندما يعبر الكوكب أمام نجمه.
ما يجعل K2-32 b أكثر إثارة هو الاختلافات الكبيرة في خصائصه مقارنة بكواكبنا المعروفة. إذ يتميز بكتلة تعادل 15 مرة كتلة الأرض، مما يجعله يعتبر من الكواكب الضخمة بالمقارنة مع عالمنا. وفيما يتعلق بحجمه، يبلغ نصف قطر K2-32 b 0.473 من نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
على صعيد المدار، يدور هذا الكوكب البعيد عن نجمه بنصف قطر يبلغ 0.0795 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.024640657 سنة. تظهر في الحقيقة تلك القيم والنسب بأنها أقل شيوعًا بكثير مما نعتاد عليه في نظامنا الشمسي، مما يبرز التنوع الرهيب للكواكب في الكون.
من الجدير بالذكر أن K2-32 b يتميز بتفاصيل إضافية، مثل الشذوذ المداري الطفيف بنسبة 0.03، الذي يضيف للغز هذا الكوكب لمسة من التعقيد. إن استخدام طريقة العبور لاكتشاف هذا الكوكب يعكس الابتكار الكبير في مجال الفضاء، حيث يسهم في إلقاء الضوء على عوالم لا تعد ولا تحصى في هذا الكون الواسع.
في الختام، تظهر هذه الرحلة إلى K2-32 b كيف أن عالم الفلك واكتشاف الكواكب البعيدة يفتح أمامنا نوافذ جديدة على أسرار الكون، مما يثير فضولنا ويشد انتباهنا نحو أبعاد جديدة من الفضاء اللامتناهي.