في أعماق السماء، تتلألأ نجمة صغيرة تُعرف بـ K2-31، وعلى مسافة تبلغ 361.0 سنة ضوئية من كوكبنا، يتأرجح عالم آخر في هذا الكون اللامتناهي، يُدعى K2-31b. إنه كوكب غازي ضخم، يعيش في تجاويف الظلام العميقة للفضاء، ويقدم لنا لمحة عن عجائب الكواكب البعيدة.
تتميز K2-31b بمقدار سطوع نجمها الأم، حيث يبلغ معدل التألق النجمي 10.802، ما يعكس مدى سحر هذا النظام النجمي. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2016، حين كشفت تقنية العبور (Transit) عن أثر رقيق يمر بيننا وبين هذا الكوكب البعيد، مما جعلنا نلمس جزءًا من أسراره.
تأتي المعلومات الفيزيائية لـ K2-31b بأرقام مدهشة، فالكوكب يحمل ثقلًا يعادل 1.774 مرة كتلة المشتري، مما يجعله ضخمًا بشكل لا يصدق. وبالمقارنة مع قطر المشتري، يظهر K2-31b بقطر 1.06 مرة أكبر، ما يبرز تنوع الأبعاد في هذا العالم الفضائي.
تتحرك K2-31b حول نجمها الأم على بعد يبلغ 0.022 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب فقط 0.003559206 يوم لاكتمال دورته حول النجم. رغم قربه الشديد من نجمه، يظهر أن K2-31b يخلو من أي تمايل في مداره، ما يمنحه استقرارًا فريدًا في رحلته الفضائية.
وكل هذه الأرقام والقياسات ليست مجرد أرقام، بل هي نوافذ تُفتح أمامنا لنفهم جوانب جديدة من الكون. يعكس اكتشاف K2-31b جهود الإنسان في استكشاف أسرار الفضاء والكواكب، ويضعنا أمام تحديات جديدة لفهم تكوين وتطور هذه العوالم البعيدة.