في أعماق الفضاء اللامتناهي، حيث يتناثر الملايين من النجوم والكواكب، تبرز K2-318b كجوهرة ساطعة في سماء الكون. إنها إحدى ألواح هذا المسرح الفلكي الرهيب الذي يكشف لنا عن أسرار وتشكيلات مدهشة في هياكل الكواكب.
تقع كوكب K2-318b في بعد يبلغ حوالي 482.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يعني أنه يأخذ الضوء 482.0 سنة ليصل إلينا من هذا العالم الساحر. ورغم بعده الفلكي، يشع نجمه الأم، الذي يتمتع بسطوع يبلغ 15.8 مقدارًا، كالشمس المتلألئة في سماء ليلنا.
يتميز K2-318b بكونه “سوبر أرض”، وهي تصنف ككوكب ذي حجم أكبر قليلاً من الأرض، مما يجعله يحمل في طياته أسرارًا مثيرة حول تشكيلاته الجيولوجية وتركيبه الكيميائي. تم اكتشاف هذا العالم الفريد في عام 2020، ما يضيف لرواية الكون بابًا جديدًا من العجائب والغموض.
بالنظر إلى خصائصه الفريدة، يبلغ وزن K2-318b ثلاثة أضعاف وزن الأرض، مما يجعله كوكبًا ذو كتلة هائلة نسبياً. وعند النظر إلى قطره، نجد أنه يتجاوز قطر الأرض بنسبة 66%، ما يعزز من اعتباره “سوبر أرض” بكل ما للكلمة من معنى.
يتداول K2-318b حول نجمه الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.0911 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.019164955 سنة لإكمال دورة كاملة حوله. رغم صغر مداره، يظهر الكوكب بشكل دوري أمام نجمه بالنسبة للمراقبين على الأرض، ويتم اكتشافه عبر طريقة العبور (Transit)، حيث يقع بين الأرض ونجمه، مما يؤدي إلى حجب جزء من ضوء النجم عندما يعبر أمامه.
مع هذه السمات الفريدة، يكمن K2-318b كعالم جدير بالدراسة والاستكشاف، فقد يحمل في أعماقه إجابات عن أصل الكواكب وتطورها. إنه جزء من لغز هائل ينتظر بفارغ الصبر أن يكشف عن أسراره، وربما يقدم لنا نافذة جديدة على عالم الكواكب البعيدة في هذا الكون الغامض والمدهش.