في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، يرتسم كوكب جديد يدعى K2-268c، وهو عالم آخر يتناغم مع سيمفونيات الكون بألوانه الفاتحة وأسراره العميقة. يتألق هذا الكوكب البعيد ببريق متواضع تحت تأثير نجم يتلألأ في سماءه اللامتناهية بلمعان مهيب. يتواجد K2-268c على بُعد يقارب 1069 سنة ضوئية منا، يعبقر في حضن الكون ويشكل أحد ألغازه الفلكية.
قدر اللامعية النجمية للنجم الذي ينير سماء K2-268c يتراوح حوالي 13.848 درجة، ما يمنحه توهجًا هادئًا ولكنه جذاب. يتمتع هذا الكوكب البعيد بطابع يشبه كواكب المشتري وخصائص نبتون، حيث يُصنف كعالم من نوع “نبتوني المشابه”، ما يعني أنه يحمل ملامح تشابه مع عمالقة الغاز في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف K2-268c في سماء الفضاء في عام 2018، حين كشفت عمليات المراقبة الدقيقة عبر طريقة العبور الكوكبي، أو ما يُعرف بطريقة العابرة، عن وجود هذا الكوكب البعيد. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الكوكبة الفلكية جزءًا من لغز كوني أعمق.
ما يميز K2-268c أكثر هو كتلته الهائلة بمعامل يبلغ 7.7 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يشد الانتباه. يعد نصف قطره الذي يبلغ 0.24 مضاعفًا لنصف قطر المشتري، إشارة إلى ضخامة هذا العالم السماوي. يدور K2-268c حول نجمه الأم بنصف قطر يقدر بحوالي 0.0819 وحوله يكمل دورته في زمن قدره 0.025462013 سنة فضائية.
تكتنز هذه الكوكبة أيضًا بالتماثل، حيث يظهر أنها تتبع مدارًا دائريًا تقريبًا بدرجة انحراف قليلة. يعتمد اكتشاف K2-268c على استخدام طريقة العبور، حيث يتم رصد تغيرات في كمية الضوء التي يستقبلها الراصد عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب الفلكي الراقي يمكن العلماء من استخلاص معلومات قيمة حول تراكيب وخصائص هذا الكوكب البعيد.
تحمل قصة K2-268c تشويق الاكتشافات العلمية الفضائية وجمال الغموض الفلكي. إنه عالم بعيد يمتزج فيه السحر الكوني برونق الألغاز الفلكية، يتحدانا لاستكشاف أعماقه وفهم أسراره المثيرة في هذا الكون اللامتناهي.