في العمق السحيق للفضاء اللامتناهي، حيث تتجول الكواكب في مهدها السماوي، نجد أحد الأجرام السماوية البديعة المعروفة باسم K2-264 b. تلك الكوكب الغامضة تتألق في بعد 605 وحدة فلكية عنا، وتظهر بوضوح بفضل التوهج الساطع لنجمها الأم، الذي يتلألأ بسطوع فلكي يبلغ 16.701 مقدار.
K2-264 b تمتلك جاذبية ثابتة، تجذب الأنظار نحوها كالمغناطيس، وهي من نوع “نبتوني”، حيث تتشابه بشكل لافت مع الزهرة الزرقاء الرائعة في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سنة 2018، مما أضاف لسجلاتنا الفلكية لمحة جديدة عن الكواكب البعيدة.
عندما نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لـ K2-264 b، نجد أنها تحمل على عاتقها كتلة تعادل 5.61 مرة من كتلة الأرض، ويبدو أنها تتباهى بحجم يبلغ 2.231 مرة من حجم كوكبنا الأزرق. إن تلك الأرقام الرائعة تعكس التنوع البديع للكواكب في هذا النظام النجمي.
عندما تتناول نظرة على مدارها الفلكي، نكتشف أن K2-264 b ترقص ببراعة في فضاءها المخصص، حيث يبلغ شعاع مدارها حوالي 0.05023 وحدة فلكية. وبما أن الوقت يختلف عندما نتحدث عن الفضاء الخارجي، فإن فترة دورانها الدائري تمثل نحو 0.015879534 من الأرضية، مما يجعلها تعيش في رقصة لا نهاية لها حول نجمها المضيء.
لكن الجمال لا يقتصر على ذلك فقط، بل تضيف الكواكب لمساتها الخاصة، وهنا يظهر انحراف قدره 0.5 في الشكل الدائري لمدارها، مما يجعلها تبرز بفخر في هذا الفضاء اللامتناهي.
وكما لا يخفى علينا، فإن وسيلة اكتشاف K2-264 b كانت من خلال تقنية العبور، حيث شهدت الكواكب البعيدة تعاملًا مثيرًا بينها وبين نجمها، مما جعل العلماء يتوصلون إلى وجودها من خلال تلاشي ضؤها لحظيا أثناء مرورها أمام نجمها الأم.
إن K2-264 b تمثل نموذجا فريدا للكواكب البعيدة، تروي قصة عن الجمال الفلكي والتنوع اللاحصري الذي يعيش في أرجاء هذا الكون الواسع.