في إحدى المحطات البعيدة للبحث عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي، تألقت نجمة صغيرة تُعرف بالاسم العلمي K2-226 بسماء اللانهاية، تحمل في ضيائها القصص العميقة لكواكبها المثيرة. تلك المجرة البعيدة، والتي تقع على بُعد يصل إلى 689 سنة ضوئية، أصبحت موطنًا لكوكب فريد يُعرف بـ K2-226 b، والذي يُعد من فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “سوبر إيرث”.
تم اكتشاف كوكب K2-226 b في عام 2018، حيث كانت لحظة تاريخية تمهيدًا لفتح صفحة جديدة في كتاب الكواكب البعيدة. يبلغ سطوع النجمة الأم، المقدر بحوالى 12.337 في المقدار المطلق، عندما يتم قياسه من الأرض، ما يجعلها تحدٍ للعلماء والمستكشفين الذين يسعون لفهم أسرار هذا الكوكب الذي يرقد في ظل ذلك الضياء الخافت.
ما يميز K2-226 b أكثر هو تصنيفه كسوبر إيرث، حيث يبلغ مضاعف كتلته 2.99 مرة مقارنة بالأرض، ويمتلك قطرًا يُقدر بـ 1.54 مرة قطر الأرض. هذا يعني أنه يمتلك خصائص فريدة تجعله يندرج ضمن فئة الكواكب العملاقة، ولكنه في الوقت ذاته يحمل بعض الشبهات بين العلماء حول تصنيفه وخصائصه الفريدة.
يتداول K2-226 b حول نجمه الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.0413 وحدة فلكية، ويستغرق لإتمام دورته الشمسية فقط 0.009034907 يوم، ما يُشير إلى سرعة حركته اللافتة في مداره حول النجم. يتسم المدار بانتظام فائق، حيث يبلغ التميز (الانحراف عن المدار المستديم) قرابة الصفر، مما يُظهر تقاربه إلى مدار دائري بشكل لافت.
طريقة اكتشاف هذا الكوكب كانت عبر الطريقة الكلاسيكية لاكتشاف الكواكب الخارجية، وهي ظاهرة العبور أو الترانزيت. عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم، يحجب جزءًا من الضوء المنبعث من النجم، مما يتيح للعلماء قياس تغيرات في السطوع وبناء الفهم حول خصائص الكوكب.
في النهاية، يظل K2-226 b جوهرًا فلكيًا يحمل في طياته ألغازًا وأسرارًا تنتظر العلماء والباحثين لفك شفراتها، وربما تكون هذه الرحلة إلى أعماق الفضاء هي البوابة التي ستفتح آفاقًا جديدة في استكشاف أسرار الكون.