في سماء اللانهاية تراقب العلماء والمستكشفون الفضاء بحثًا عن أسرار الكواكب البعيدة، ومن بين هذه العوالم الغامضة تبرز كوكب K2-192 b، إحدى ألواح المجرة اللامتناهية. يتوسط هذا الكوكب البعيد الفضاء بفخر، مع مسافة تبلغ 723 وحدة فلكية تفصله عن نجمه الأم، محملاً بسر الوجود والتشكيل الفريد.
يتألق النجم الأم لكوكب K2-192 بقوة، ويبلغ تألقه النجمي 12.656 مغ، وهو يلقب بنجم السلسلة الساطعة الذي يسلط الضوء على عالم K2-192 b. يتميز هذا الكوكب بأنه من نوع “سوبر إيرث”، وهو ليس كأي كوكب آخر، بل يحمل في طياته لغزًا فلكيًا يثير فضول العقول البشرية.
اكتشف العلماء هذا العالم الفضائي الغامض في عام 2018، حين كانوا يحلقون بأجهزة الرصد الفضائي عبر السماء اللامتناهية. كانت طريقة الكشف عنه عبر طريقة العبور أو الانتقال الكوكبي، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تغيير طفيف في السطوع يمكن قياسه ودراسته.
تعكس الخصائص الفيزيائية لكوكب K2-192 b الاستثنائية قيمًا تفصيلية تلفت انتباه العلماء. يزيد وزن هذا الكوكب عن وزن الأرض بمعامل 2.92، مما يضفي عليه كتلة هائلة تشكل تحديات جديدة للتفكير في طبيعة تكوينه وتطوره. وبالمثل، يتمتع K2-192 b بشكل هائل، حيث يبلغ نصف قطره 1.52 مرة قطر الأرض، ما يجعله كوكبًا ذا أبعاد هائلة تثير الاستفسارات حول هيكله الداخلي وطبيعة سطحه.
يتحرك هذا الكوكب الغامض في مدار متميز، حيث يكون له مسافة فلكية تبلغ 0.049 وحدة فلكية، ويستغرق 0.011498973 يومًا لاكتمال دورته الفلكية حول نجمه الأم. وما يميز هذا الكوكب أيضًا هو انحرافه البسيط عن مداره، إذ يظهر بأنه يتبع مدارًا غير بيضاوي، مما يثير تساؤلات حول تأثيرات الجاذبية والديناميات الفلكية في هذا النظام النجمي.
تحمل عملية اكتشاف K2-192 b بصمة الاستدلال عبر الانتقال الكوكبي، حيث يلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، ما يتيح لهم استنتاج وجود هذا الكوكب البعيد. يتيح هذا الأسلوب الدقيق منعطفًا مثيرًا للتفكير حول الكواكب البعيدة، ويفتح نوافذ جديدة لفهم أعماق الفضاء وغموض الكواكب التي تدور في مداراته الفلكية.
إن K2-192 b، بمعلوماته الفريدة والمثيرة، تمثل نافذة فريدة نحو عالم الفضاء البعيد، حيث يتعمق العلماء في دراسته لفهم أصوله وخصائصه التي تحمل في طياتها قصة غامضة عن تكوين الكواكب وتطورها في هذا الكون اللامتناهي.