في إحدى أركان السماء، تتوسط اللامنتهية الفضائية الكوكبية نظام نجمي فريد من نوعه، يطلق عليه اسم K2-188. يتألف هذا النظام من نجمٍ مشع ينبثق ضوءًا بلمعانه الفائق، حيث تتوارث الكواكب الصغيرة مكانها في هذا العرض الكوني الساحر.
في هذا البيئة الفضائية المدهشة، يتألق كوكب K2-188 b كجوهرة نادرة ترسم في سماء هذا النظام. يبتعد الكوكب عنا بمسافة تقدر بحوالي 1458.0 سنة ضوئية، ما يجعله ينتمي إلى الأبعاد البعيدة والغامضة للكون.
تتميز هذه الجوهرة الكوكبية بخصائص فريدة ومدهشة، إذ يبلغ لمعان النجم الأم K2-188 حوالي 12.657 درجة حسب المقياس الظاهري للسطوع. وعلى سطح الكوكب، ينكمش الزمن وتعمل الجاذبية بشكل مذهل، حيث يعتبر K2-188 b كوكب من نوع “سوبر إيرث”، وهو يمتاز بكتلة تعادل 2.39 مرة كتلة الأرض. تعتبر هذه المعلومات مؤشرًا قويًا على التنوع الكوني الذي يمكن أن نشهده في عروض الفضاء.
تأتي اكتشافات الكواكب خارج نظامنا الشمسي عادةً بألغازها وألوانها الفريدة، وكانت سنة 2018 هي العام الذي تم فيه الكشف عن هذا الجوهر الكوكبي الثمين، K2-188 b. استخدمت طريقة العبور (Transit) للكشف عن هذا الكوكب، حيث يتم رصد التغييرات في السطوع الظاهري للنجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يساعد في تحديد خصائص الكوكب بدقة.
تشكل البيانات الفلكية الدقيقة لكوكب K2-188 b موضوع اهتمام واسع في عالم الفلك، حيث يتناول الباحثون بإمعان خصائص الكوكب بناءً على الكتلة والنصف القطر المتعلقة بالأرض. يُعتبر تضاعف الكتلة الذي يبلغ 2.39 مرة كتلة الأرض، وتضاعف النصف القطر البالغ 1.35 مرة قطر الأرض، معلومات ثمينة تسهم في فهمنا لتنوع هياكل الكواكب في الكون.
تتميز المدار الذي يتبعه K2-188 b بميزة استثنائية، حيث يقع الكوكب على بعد 0.0289 وحدة فلكية من نجمه الأم. وعلى الرغم من أن الكوكب يكمل دورته الشمسية في فترة قصيرة تقدر بحوالي 0.0046543465 سنة، إلا أنه يحمل في طياته العديد من الأسرار حول تكوينه وتطوره.
تختزل الكواكب السوبر إيرث مثل K2-188 b في طياتها ألغازًا عديدة قد تسهم في فهمنا للظواهر الكونية. تجتذب هذه الأجرام السماوية الأنظار وتشد الفضول نحو عمق الفضاء، ملهمة الباحثين والمتابعين على حد سواء لاستكشاف ما تخبئه السماء المظلمة من أسرار وعجائب.