استكشاف كوكب K2-123 b: عجائب الكواكب البعيدة

في أعماق السماء، تتلألأ نجوم اللانهاية بأسرارها وعجائبها، وفي هذا الفضاء اللامتناهي يكمن عالم الكواكب البعيدة، ومن بين هذه الكواكب المهيبة التي تعزف سيمفونية الكون، نجد كوكبًا جديدًا يحمل اسم K2-123 b.

يبعد K2-123 b عنا بمسافة تبلغ 527.0 سنة ضوئية، كما يظهر لنا ببريق فائق السحر بلمعان نجمه الأم، حيث يتألق بقوة تعادل 14.781 درجة حسب المقياس النجمي. يتميز هذا الكوكب بأنه من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يشبه في خصائصه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.

تم اكتشاف K2-123 b في عام 2017، وكان هذا الاكتشاف بمثابة نافذة فتحت أمامنا لفهم أعماق هذا العالم البعيد. يتميز الكوكب بكتلة تزيد عن ثمانية أضعاف كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الجاذبية يعكس جاذبيته الفائقة.

بالنظر إلى أبعاده، يظهر K2-123 b بشكل ملفت، حيث يعادل نصف قطره 0.246 مرة من نصف قطر كوكب المشتري في نظامنا الشمسي، مما يجعله كوكبًا صغيرًا نسبيًا بين أقرانه الكواكب البعيدة.

تدور هذه الكوكبة الفاتنة حول نجمها الأم بشكل رائع، إذ يبلغ شعاع المدار الذي يسلكه K2-123 b حوالي 0.1649 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.08487337 من السنة ليكمل دورته الكاملة حول نجمه. تكمن روعة هذا الكوكب أيضًا في انحرافه البسيط عن المدار المستقيم، حيث يظهر أنه يتبع مسارًا بيضاوي الشكل بدرجة 0.06، ما يضفي عليه طابعًا فريدًا يثير الدهشة.

وكما هو الحال في مجال الاكتشافات الكونية، تم الكشف عن K2-123 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يعتمد على مراقبة تغيرات السطوع في النجم الأم نتيجة لمرور الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة قدمت لنا نافذة لاستكشاف الكواكب البعيدة والغامضة في أغوار الفضاء اللامتناهي.

بهذا الكوكب الجديد، نفتح صفحة جديدة في سجل الاستكشاف الفضائي، حيث تتجسد رحلة البحث عن أسرار الكون في هذا الكوكب الذي يعكس لنا جمال وتعقيد الكواكب البعيدة.