في أعماق السماء اللامتناهية تتناثر نجوم لامعة تروي قصصاً خفية عن عوالم بعيدة تدور في فلك الكون. إحدى تلك العوالم التي تمثل عجزًا من عجائب الكون هي “HD 86950 b”. يقع هذا الكوكب العملاق خارج حدود نظامنا الشمسي، حيث يشكل لوحة فريدة من الجمال الفلكي.
تتميز “HD 86950 b” بخصائص فريدة تجعلها محط أنظار العلماء والمستكشفين الفضائيين. يقع هذا العملاق الغازي على بعد حوالي 684.0 سنة ضوئية من الأرض، فيما يُسجل توهجه النجمي بسطوع يبلغ 7.47 درجة، ما يجعله مرئياً بواسطة التلسكوبات الفلكية الأرضية.
“HD 86950 b” يُصنف كعملاق غازي، حيث يتألف بشكل رئيسي من طبقة كثيفة من الغازات، ويتسم بخصائص فارقة تميزه عن الكواكب الأخرى. اكتشف هذا العالم البعيد في عام 2016، مما أضاف لوحة الكواكب المعروفة بالفعل بعناصر جديدة وألوان مذهلة.
تتنوع السمات الفيزيائية لـ “HD 86950 b”، حيث يظهر أن لديه كتلة تعادل 3.6 مرات كتلة المشتري، مما يجعله كوكباً ذا كتلة هائلة تضاهي تلك للعمالقة في عائلتنا الشمسية. ومع قطر يبلغ 1.16 مرة قطر المشتري، يبرز هذا الكوكب بحجم فلكي يلهب خيال المراقبين.
تدور “HD 86950 b” حول نجمها المشع بنمط غامض، إذ يبلغ شعاع مدارها حوالي 2.72 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 3.5 سنة لإكمال دورتها الشمسية. تكمن روعة هذا الكوكب في انحرافه الطفيف الذي يصل إلى 0.17، ما يعزز التحديات التي تواجه أدوات الكشف الفضائي في استنشاق أسراره.
تم استخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية لاكتشاف “HD 86950 b”، حيث تم قياس تأثير تغييرات سرعة النجم الأم في اتجاه الراصد على الأرض، مما أظهر تأثير الجاذبية الهائل لهذا الكوكب الغامض.
في نهاية المطاف، يشكل “HD 86950 b” نقطة تأمل فلكية، تحمل في طياتها ألغاز الكون وجماله الخالد، معززًا التفكير في أعماق الفضاء وتفاعل العناصر المذهلة التي تكونت لتخلق هذا العالم الساحر في سماء اللانهاية.