في سماء اللامكان، حيث يتجول الكواكب بسيمفونية الكون، نجد أنفسنا نتعرف على إحدى الأجرام السماوية الرائعة، وهي الكوكب الذي يحمل اسم HD 39194 b. يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله قطعة فنية في لوحة الفضاء اللامتناهي.
يتمركز HD 39194 b في بُعدٍ يبلغ 86.0 سنة ضوئية عن الأرض، كأنه جوهرة لامعة في سماء الليل. تتألق نجمته الأم، والتي تحمل معها ألوان الطيف الفائقة، بسطوع يُقدر ب 8.09 درجات من التألق، ما يمنحنا لمحة عن جمال هذا النظام النجمي البعيد.
HD 39194 b يندرج تحت تصنيف “سوبر إيرث”، وهو ليس مثل أي كوكب آخر. إن كونه كوكبًا فائق الحجم يُضفي عليه سحرًا خاصًا، حيث يتضاعف كتلته بنسبة 4.0 مقارنة بكتلة الأرض نفسها، ويُلاحظ أن قطره يتجاوز قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.83. إنه كوكب يعيش في تفاصيله الفلكية التي تروي لنا قصة حجمه وضخامته الملفتة.
تم اكتشاف HD 39194 b في سنة 2021، وكأنه ينضم إلى سلسلة الاكتشافات الفلكية الحديثة التي تفتح أمامنا نوافذ جديدة نحو أسرار الكون. كانت الطريقة المتبعة لاكتشافه هي “طريقة السرعة الشعاعية”، حيث يتم قياس الحركة الدورانية للنجم الأم بسبب جاذبية الكوكب، مما يكشف لنا عن وجوده بأبهى حلله.
إن متعة الاكتشاف تكمن أيضًا في المحيط الذي يسبح فيه HD 39194 b حول نجمه الأم. يُلاحظ أن المسافة بينه وبين نجمه تقدر ب 0.056 وحدة فلكية، ويستغرق مداره حول نجمه الأم فقط 0.015331964 سنة، ما يجعله يعبر الفضاء بسرعة خيالية.
تبرز أيضًا خصائص الشذوذ في مدار HD 39194 b، حيث يبلغ ارتفاع التمدد الشكلي لمداره نسبة 0.207، ما يضفي عليه نكهة من التعقيد والغموض.
من خلال هذه الرحلة في فضاء الكواكب، نكتشف أن HD 39194 b ليس مجرد كوكب، بل هو عالم فلكي فريد يحمل في طياته ألغاز الكون وجماله الفريد، ويذكرنا دائمًا بعظمة الكون الذي نندرج فيه والذي يزخر بعجائب لا تنتهي.