في إحدى الزوايا البعيدة للفضاء، تنعم الكواكب بجمال لا يضاهى، ومن بين هذه العجائب الكونية تبرز كوكب HD 2685 b، الذي يقع على بعد 642.0 سنة ضوئية من الأرض. يتلألأ هذا الكوكب في سماء اللانهاية بوهجه الخفي وسط عتمة الفضاء، حيث يعد إكتشافه في عام 2019 إضافة مهمة لفهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتميز HD 2685 b بطبيعتها الفريدة، إذ تعد من فئة العمالقة الغازية، وهي تحمل على عاتقها أسرارًا كثيرة تثير فضول العلماء والمحبين لعلوم الفضاء. يبلغ لمعان نجمها الأم، الذي يحمل رقم 9.595 من حيث السطوع، عن حجمها وأهميتها في هذا السياق.
ما يجعل HD 2685 b ملفتًا للانتباه هو مضاعف كتلته البالغ 1.17 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. ولكن لا يقتصر التميز على الكتلة فحسب، بل يمتد إلى القطر أيضًا، حيث يعادل قطرها 1.44 مرة قطر المشتري. هذه الأرقام الضخمة تلفت الأنظار إلى طبيعة هذا الكوكب وتجعله فريدًا في عالم الكواكب الخارجية.
تدور HD 2685 b حول نجمها الأم في مدار بعيد يبلغ نصف قطره 0.0568 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.011225188 سنة لإكمال دورتها الشمسية. ولكن هنا تبرز الإثارة، حيث يظهر أن هناك انحرافًا بنسبة 0.09 في مدارها، مما يجعلها أكثر تعقيدًا وغموضًا.
لم يكتف الباحثون بإكتشاف وجود HD 2685 b فقط، بل استخدموا أسلوب العبور (Transit) كوسيلة لاكتشافه. هذه التقنية تتيح رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه الأم، مما يظهر تغييرًا في السطوع يمكن قياسه وتحليله للكشف عن وجود الكوكب.
إن HD 2685 b تمثل نافذة لفهمنا للكواكب الغازية خارج حدود نظامنا الشمسي، وتفتح أفقًا جديدًا للاستكشاف الفضائي. فقد تكشف هذه الأبحاث عن أسرار لا يمكن تصورها إلا في سياق واسع من عظمة الفضاء وغموضه.