في إحدى أركان الكون اللامتناهي، يتلألأ نجمٌ يحمل اسم HD 221585، وفي رقص دائم مع هذا النجم، تتجلى إحدى الكواكب التي تحمل الاسم البسيط والغامض “HD 221585 b”. هذه الكوكب العملاقة، التي تعد من فئة الغازيات العملاقة، تأخذنا في رحلة استكشافية عبر الفضاء الخلاب.
تتواجد HD 221585 b على بُعد يبلغ حوالي 182.0 سنة ضوء منا، وتزين سماء الليل بتألقها الذي يظهر بوضوح على الرغم من بُعدها. النجم الذي تدور حوله، يكتنفها بسماء لامعة، وتكمن جاذبيتها الفائقة في سردابها العميق.
رصدت هذه الكوكب الغامضة لأول مرة في عام 2016، وما لفت الانتباه إليه هو الطريقة الفعَّالة التي تم اكتشافها بها، وهي من خلال استخدام أسلوب السرعة الشعاعية. وكان لهذا الاكتشاف أبعاد هامة في توسيع فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تأتي الكوكب بخصائص فريدة، حيث يكون لديها ضعف ونصف كتلة العملاق الغازي جوبيتر، مما يبرز تميزها وتنوعها في هذا الكون الواسع. ومع ذلك، يظهر أنها تمتلك قطرًا أكبر بنسبة 21% من قطر جوبيتر، مما يجعلها تبرز بشكل خاص في فصيلة الكواكب العملاقة.
تدور HD 221585 b في فترة دوران تبلغ 3.2 أيام، مما يشير إلى سرعة دورانها الرائعة حول نجمها الأم. تبلغ مسافتها الشاهقة عن نجمها الأم حوالي 2.306 وحدة فلكية، وتتميز بتكرار دائرتها المدهشة والمثيرة.
لكن الجمال الفلكي لا يقتصر فقط على معلوماتها الأساسية، بل يتجلى أيضًا في طابعها الفريد. تظهر انحرافًا قليلاً في شكل مدارها بنسبة 0.12، مما يضيف لها لمسة فنية تجعلها تبرز في سماء الليل كلوحة فنية حية.
في النهاية، يبقى اكتشاف HD 221585 b نافذة نحو عالم الكواكب البعيدة، ويعزز الفضول حول طبيعتها وتكوينها. وبينما تظل هذه الكوكبة الغامضة على بُعد يعجز العقل عن قياسه، يظل لدينا الكثير لاستكشافه وفهمه في هذا الكون الواسع والمدهش.