تتناغم السماء اللامعة ببريقها المتلألئ مع أسرار الكواكب البعيدة، ومن بين هذه الكواكب تبرز HD 210277 b كجوهرة في سماء الفضاء اللانهائي. يعد هذا الكوكب العملاق الغازي إحدى التحف الفلكية التي اكتشفت في عام 1998 باستخدام أساليب الكشف عن السرعة الشعاعية.
يقع HD 210277 b على بُعد يبلغ 69.0 سنة ضوئية منا، ويرافق نجمًا يبلغ توهجه 6.54348 نجومي، يضيء السماء ببريقه الهادئ. يتمتع هذا العملاق الغازي بخصائص فريدة تجعله يبرز بين نظرائه في السماء الليلية.
تبلغ كتلة HD 210277 b مضاعفًا لكتلة المشتري بنسبة 1.29، وهو رقم يشير إلى كمية الكتلة التي يحملها هذا الكوكب العملاق مقارنة بالعملاق الغازي الأشهر في نظامنا الشمسي. أما نسبة نصف القطر، فتبلغ 1.22 مضاعفًا لنصف قطر المشتري، مما يكسبه أبعادًا ملحوظة في عالم الكواكب العملاقة.
يستمر HD 210277 b في رحلته حول نجمه، حيث يبلغ شعاع المدار 1.13، ويستغرق فقط 1.2106776 يومًا ليكمل دورته حول نجمه الأم. تعزز هذه القيم الفلكية فهمنا لحركة هذا العملاق الغازي في فضاء لا يعرف الحدود.
وكما لو كانت الطبيعة تعزف سيمفونية فلكية، يظهر لنا أن انحراف المدار لدى HD 210277 b يصل إلى 0.48، مما يضفي عليه لمسة من التميز والغموض في عزف هذه السيمفونية الكونية.
تعد طريقة الكشف الشعاعي هي الوسيلة التي كانت لها الدور الرئيسي في الكشف عن وجود HD 210277 b، حيث تستند إلى قياس السرعة الشعاعية للنجم الأم وكشف التغيرات التي يطرأ عليها نتيجةً لجاذبية الكوكب المحيط به.
في ختام هذه الرحلة الفلكية، يظهر HD 210277 b ككوكب فريد يتلألأ في سماء الفضاء، يروي لنا قصة فلكية تتخللها عناصر الغموض والإثارة، مما يثري فهمنا للكواكب البعيدة ويعزز إعجابنا بروائع الكون اللامتناهي.