في إحدى الزوايا البعيدة من الكون، حيث يتلاقى اللامحدود من الفضاء بروعة السماء المليئة بالنجوم، يتألق الكوكب HD 169830 c بألوانه الساحرة ويتحداك لاكتشاف أسراره الفلكية الرائعة. يقع هذا العالم البعيد في مجموعتنا الشمسية، وتحديداً في كوكبة الحوت، حيث يعد جزءاً من تلك اللوحة السماوية المذهلة.
بينما يتربع HD 169830 c على بُعد يبلغ حوالي 123 سنة ضوئية عنا، يتألق نجمه الأم، الذي يتسم بلمعانه الرائع، بقوة نجومية تقدر بحوالي 5.9 درجة. يُعد هذا النجم جزءًا من المراقبة الفلكية، حيث يعكس بريقه الضوء الذي يسلك مساره عبر الزمكان.
يظهر HD 169830 c ككوكب غازي عملاق، حاملاً معه سرارة وغموض الكثير من العوالم البعيدة. تم اكتشافه في عام 2003، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العديد من علماء الفلك الذين يحاولون فهم خباياه وتفاصيله الفريدة.
ما يميز HD 169830 c هو كتلته الهائلة، إذ يتجاوز ضعف كتلة المشتري، وتحديداً بمعامل كتلة يبلغ 7.11033 مرة كتلة المشتري. كما يتميز بحجمه الكبير نسبياً، حيث يبلغ نصف قطره 1.13 مرة نصف قطر المشتري.
يأخذ HD 169830 c مساراً حول نجمه الأم على مسافة تبلغ حوالي 3.073402 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 5 سنوات لاستكمال دورته الفلكية الكاملة حول النجم. ولكن العنصر الجذاب في مداره يظهر في ارتفاع الانحراف المداري، حيث يصل الى 0.25، مما يجعل رحلته حول النجم أكثر تعقيداً وتفرداً.
تم اكتشاف HD 169830 c باستخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث يتم قياس الاهتزازات الدقيقة للنجم الأم نتيجة لتأثير جاذبية الكوكب عليه. هذه التقنية المعقدة تتيح للعلماء استنتاج وجود الكواكب البعيدة وتحديد بعض خصائصها بدقة.
في الختام، يعكس HD 169830 c جمال الفضاء وتعقيده الفلكي، حيث يظهر كجوهرة متلألئة في عرش الكواكب البعيدة، مشدداً على عظمة الكون وتنوعه اللامتناهي.