في نطاق الفضاء اللامتناهي، يتوسع آفاق استكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ومن بين هذه العوالم السماوية المثيرة، نبرز الكوكب المعروف باسم GJ 3929 b. يتميز هذا الكوكب بمواصفات استثنائية تجعله محط اهتمام علماء الفلك والباحثين في ميدان الفضاء.
تم اكتشاف GJ 3929 b في عام 2022، حيث أضاءت دراسته الفلكية على تفاصيل مذهلة حول هذا الجسم السماوي. يتبع GJ 3929 b مداراً حول نجمه الأم GJ 3929، الذي يتمتع بلمعان بلغت قيمته 12.675 درجة، مما يعكس سطوعًا معتدلًا يجعله مراقباً بسهولة من قبل التلسكوبات الفلكية المتقدمة.
وما يميز GJ 3929 b أكثر هو أنه ينتمي إلى فئة الكواكب العظيمة، حيث يُصنف بوصف “Super Earth”. يظهر هذا التصنيف بشكل واضح في الخصائص الفيزيائية للكوكب، حيث يعادل كتلته 1.75 مرة كتلة الأرض، مما يجعله يتسم بجاذبية أقوى وظروف جوية تختلف عن تلك الموجودة على كوكبنا.
معامل الشعاع أيضا يشير إلى تمدد GJ 3929 b، حيث يبلغ معامل الشعاع 1.09 مقارنة بالأرض، مما يعزز فهمنا للتشكيل الجغرافي لهذا العالم الجديد. وفيما يخص البعد الدوري حول نجمه الأم، يتداول GJ 3929 b في مدار ذي شعاع قدره 0.0252 وفترة دوران تبلغ حوالي 0.007118412 عام، مما يجسد نظاماً فلكياً مثيراً للدهشة.
تتميز هذه الرحلة الفلكية بطريقة اكتشاف مميزة، إذ تم الكشف عن GJ 3929 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يلاحظ الباحثون انخفاضًا في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود جسم سماوي يمر بيننا وبين النجم.
إن GJ 3929 b يقف كشاهد على تعدد وتنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويفتح أبواب التساؤلات حول الظروف البيئية والتكوين الكوني لمثل هذه الأجرام السماوية. تلك الرحلة إلى أغوار الكون تضع أمام الإنسان تحديات وفرصا جديدة لفهم أسرار الكواكب والفضاء بشكل أعمق وأوسع.