على هامش السماء، تتلألأ نجمة تُعرف بالاسم الرمزي HD 60532، وفي محيطها السماوي، ترقص كواكبها العجيبة بسماء اللانهاية. من بين هذه الكواكب، تبرز HD 60532 c، الكوكب الثالث المكتشف في هذا النظام الشمسي البعيد. يتميز HD 60532 c بتمثيل متفرد لجماليات الكواكب الغازية، حيث يُصنف كعملاق غازي يتحلى بمواصفات فريدة.
باتساق مع القياسات الفلكية، يتبلور الكوكب HD 60532 c في بُعد يصل إلى 85.0 سنة ضوئية عنا، ما يجعله جزءًا من السماء اللامتناهية والتحفة السماوية لنظامه الشمسي. يتسم النجم المضيء بقوة 4.44 درجة، ما يمنح للمراقب الأرضي نظرة ساحرة على هذا العالم البعيد.
تكشف البيانات الفلكية أن HD 60532 c ينتمي إلى فئة العمالقة الغازية، حيث يكسوه غلاف سميك من الغازات المتنوعة والغنية. يعد هذا النوع من الكواكب مُشكّلًا لعلماء الفلك، إذ يتطلب فهمًا دقيقًا لتكويناتها وظواهرها الفيزيائية.
اكتشف HD 60532 c في عام 2008، حيث فتح هذا الاكتشاف نافذة جديدة على دراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي. تميز هذا الاكتشاف بتقنية السرعة الشعاعية، حيث تتم مراقبة الاهتزازات الطفيفة في حركة النجم الأم، مما يشير إلى وجود كوكب يؤثر في جاذبيته على النجم.
تتميز HD 60532 c بمعامل كتلة يبلغ 2.51 مرة كتلة المشتري، ما يجسد طابعه العملاق، ويضفي عليه طابعًا فلكيًا فريدًا. يتجلى هذا الاختلاف أيضًا في معامل نصف القطر، حيث يبلغ 1.18 مرة نصف قطر المشتري، ما يجسد تنوع هياكل هذا العالم الغامض.
تدور HD 60532 c حول نجمه الأم على مدار يبلغ 1.6 وحدة فلكية، وتتسم دورتها الفلكية بفترة تبلغ 1.6 عام، وهو ما يبرز تعقيدات حركتها وتنوع أوجهها. يظهر بأن الكوكب يتسم ببعض الشذوذ في مداره، حيث تصل الشذوذ الشمسي لقيمة تقدر بحوالي 0.03، ما يضيف له بُعدًا إضافيًا من الغموض والتحدي.
يُذكر أن الطريقة التي تم بها اكتشاف HD 60532 c، وهي تقنية السرعة الشعاعية، تعد إضافة هامة لتاريخ اكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتسلط الضوء على تطورات التكنولوجيا التي أتاحت للإنسان رؤية العوالم البعيدة بدقة فائقة.
في ختام هذه الرحلة إلى عالم HD 60532 c، يظهر أن الكوكب الغامض يحمل معه ألغازًا وأسرارًا فلكية، ويشكل تحديًا مثيرًا لفهمنا للكواكب الخارجية وتشكيلاتها الفيزيائية المعقدة. تستمر رحلة الاستكشاف في الكون، حيث يكمن المزيد من العجائب والاكتشافات في انتظار الإنسان لكشفها وفهمها.