في كتاب “حكايات أدبيّة من الذاكرة الشعبيّة”، يأخذنا الكاتب سلام الرّاسي في رحلة ساحرة إلى عمق تراثنا الشعبيّ، حيث يقدم للقارئ مختارات مميزة وممتعة من أمثال وحكايات تعكس جوانب مختلفة من الحياة اليومية والحكمة الشعبيّة. إن هذا الكتاب الذي يحمل في طياته توقيع الكاتب اللبناني البارع سلام الرّاسي يعتبر مصدرًا قيّمًا للتعرّف على اللهجة العامّيّة اللبنانيّة والثقافة الشعبيّة الغنيّة.
الكتاب الذي يحمل عنوانًا ذي طابع أدبي وجذاب، يمتد على 208 صفحة، ويتضمّن مجموعة من الحكايات المنتقاة بعناية فائقة. يقدّم الرّاسي هذه القصص بأسلوبٍ رائع وسلس، يجذب القارئ ويأسر خياله. الكتاب ليس مجرد مجموعة من القصص، بل هو رحلة تفاعليّة تتيح للقارئ التعرف على اللغة العامّيّة اللبنانيّة من خلال الحكايات والتعابير الشعبيّة التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأجداد.
وتبرز جاذبية الكتاب أكثر من خلال الرسومات الكاريكاتوريّة الطريفة والساخرة المرفقة، التي تضفي على القصص رونقًا إضافيًا وتجسّد الأحداث بطابع فكاهي. إن هذه اللمسة الفنيّة تعكس حس الفكاهة والترفيه الذي يميّز أسلوب الكتاب.
ومع نهاية كل قصة، يوفر الكتاب أسئلة تفاعليّة تشجع القارئ على فهم النص وتحليله، مما يجعله أداة تعليمية مثاليّة للطلاب الذين يسعون لتعزيز مهاراتهم في اللغة والتعبير. ولا يقتصر الكتاب على ذلك، بل يضمّ أيضًا مقدّمة قيّمة كتبت بقلم الأديبة الراحلة أملي نصرالله، التي تحث الشباب على استكشاف هذه الحكايات الفريدة والغنية، مع توجيه دعوة للتفكير في الماضي والتطلّع إلى المستقبل.
تجسّد صفحات الكتاب الورقي الذي يحمل غلافًا فنيًّا جميلاً، جهود الناشر نوفل / هاشيت أنطوان، الذي اختار إصدار هذا العمل الأدبي الفريد ليثري مكتبات القراء بتفاصيل حكايات لا تُنسى.
في الختام، يُعتبر هذا الكتاب إضافة لافتة لأدبنا وتراثنا الشعبيّ، وفرصة لاستكشاف الحكمة الشعبيّة اللبنانيّة من خلال عيون الكاتب المبدع سلام الرّاسي، الذي نجح بتقديم محتوى ذي قيمة وفريدة يستحق التفاعل والاستمتاع.